عبد المنعم أبو الفتوح | محمود جمال: مشتت بين الإسلاميين واللبيراليين وعائق امام «الابداع»
لم يكتفِ باختيار مرشح آخر، بل قرر أن يقنع من حوله بعدم انتخابه.. محمود جمال الحدينى، مؤلف مسرحى يبلغ من العمر 27 سنة، يرى أن عبدالمنعم أبوالفتوح سيمثل عائقا أمام حرية الفن والإبداع.
* لماذا ترفض المرشح الرئاسى عبدالمنعم أبوالفتوح؟
- لأنه لا يمثلنى ولا يمثل أفكارى وانتماءاتى، أنا فنان، وهو بالنسبة لى شخص غير متذوق للفن، وقال فى أحد حواراته إن آخر فيلم شاهده كان «أيام السادات» منذ أكثر من عشر سنوات، وبرر مشاهدته للفيلم بأن شخصيته كانت مجسدة فيه، ليس أكثر، وآخر مسرحية شاهدها فى المسرح، كانت «الملك لير»، والسبب أن الدعوة جاءته من يحيى الفخرانى الذى وصفه بصديقه الطبيب، فكيف أأتمنه على الفن والإبداع؟ ولا أصدق إيمانه بالليبرالية، أراه ينتمى لتيار الإسلام السياسى، وقضى حياته عضوا فى الجماعة، إضافة إلى الأزمات التى نعيشها بسب من قالوا «نعم» فى الاستفتاء وهو واحد منهم.
* هل تعترض على شخصه أم على توجهه؟ وما معيارك فى ذلك؟
- أعترض على شخصه، لا أتصور شخصا عاش حياته كلها داخل جماعة الإخوان المسلمين، ويحاول الآن إيهامنا بأنه انفصل عنهم، وهذا معناه إما أنه كان على خطأ لمدة 50 عاما، وإما أنه طامع فى السلطة، وأعترض أيضاً على خلفيته الإسلامية، وإنجازه الوحيد فى السياسة الذى يتباهى به هو رده على السادات، فهل ذلك هو سقف السياسة من وجهة نظره؟
* هل قرأت برنامجه؟ وما رأيك فيه؟
- طبعا، قرأت كل برامج المرشحين، وأرى أن كلها جيدة، والمعضلة فى كيفية تحقيق هذه البرامج، وبرنامج أبوالفتوح يحتوى على كلام إنشائى، ولا توجد به ضوابط محددة للتنفيذ، خاصة فى الجزء الخاص بإعادة الأمن فى 100 يوم، أبوالفتوح لا يدرك أن عودة الأمن ليست فى رجوع الضباط إلى الشوارع، ولكن فى إعادة تأهيل الشرطى، وتغيير طريقة تعامله مع المواطنين، إضافة إلى تخصيصه 25% من الميزانية للتعليم، و15% للصحة، فهل ستكفى 60% من الموازنة قطاعات الدولة المعدمة؟
* متى قررت عدم انتخابه؟
- منذ اللحظة التى أعلن فيها ترشحه، وأعترف أننى ترددت بعد ذلك، بسب كثرة أنصاره من أصدقائى، ووصلت للنتيجة نفسها فى النهاية؛ أنه لا يصلح.
* ماذا تتوقع أن يفعل أبوالفتوح فى البلد بشكل عام حال فوزه، ومعك كفنان بشكل خاص؟
- سيكون مشتتاً بين إرضاء الليبراليين والإسلاميين، خاصة أن التيارين دعماه فى الانتخابات، وأن كلاً منهما يرى أبوالفتوح مرشحه، وبما أن التيارات مختلفة فمطالبها متناقضة وتحقيقها جميعا مستحيل، وللأسف الخاسر الوحيد هو مصر.
* هل تنصح مَن حولك بعدم انتخابه؟
- نعم، وتمكنت من تغيير مواقف الكثير من أصدقائى ممن كانوا يرون فى أبوالفتوح بديلاً عن البرادعى، لكن الحقيقة أن البرادعى هو ممثلنا، أما أبوالفتوح فمالوش وجود فى الثورة، ويكفى أنه اتصل بقناة الجزيرة خلال أيام الثورة وطالب الثوار بمغادرة الميدان، وقبول تولى اللواء عمر سليمان مسئولية المرحلة الانتقالية، مع تأكيده التزام الإخوان بعدم الدفع بمرشح فى انتخابات الرئاسة.