محمد مرسى | «أحمد الدسوقى»: رجل علم ودين و ماضيه مشرف..وهو «أخف الضررين»
كان منغمساً فى عمله، شاخصاً بعينيه من وراء نظارته الطبية، على قطعة قماشية يمسك أطرافها بكلتا يديه، متخذاً حذره من تلك الإبرة الحديدية أسفل ماكينة الخياطة، التى تجلب له رزقه، عندما تدخل دكانه الصغير بمنطقة المنيل، لن ترى سوى قبعة إسلامية بيضاء يرتديها. هو «أحمد الدسوقى إبراهيم» ترزى، متزوج ولديه 3 أطفال. بادرته بالسؤال «هتنتخب مين يا حاج؟»، أجابنى بعينين جاحظتين رسمت على وجهه ملامح اليقظة: «إن شاء الله الدكتور محمد مرسى».
* لماذا اخترت الدكتور محمد مرسى؟
- أثق فيه، وأعرف ماضيه المشرف، وأنا مستعد لمنح صوتى لأى إخوانى يخوض الانتخابات، خصوصا بعد الحملة الشرسة للإعلام والمجلس العسكرى، التى تحاول تشويه شكل وسمعة الجماعة، بدليل أن أحد رجال الأعمال، لم يحاسبه أحد، عندما أخطأ فى حق الدين الإسلامى، بينما انقلبت الدنيا رأساً على عقب عندما تحدث الشيخ محمد حسين يعقوب عن «غزوة الصناديق»، فأى شخص من الإخوان سيكون صادقاً بالتأكيد، على الأقل حتى يتأكد لى كذبهم.
* وعلى أى أساس اخترته؟
- اخترته على أساس دينى بحت، فهو رجل علم ودين فى الوقت ذاته، وسيفيد الأمة لو نجح وأصبح رئيساً، علاوة على ذلك فإن مشروع النهضة الذى طرحه هو الأنسب لمصر حاليا، وأعتقد أن الإخوان سيطبقون شرع الله لو فازوا بكرسى السلطة، كما أن مرسى يعتبر الأكثر شعبية بين المرشحين، كنت أتمنى أن أدعم «خالد على»، لكن المشكلة أنه لا يمتلك الشعبية الكافية، كما أن مرسى كان نائبا بمجلس الشعب وحصل على جائزة من عام 2000 إلى 2005، لأنه كان الوحيد الذى يطالب بمساءلة ومحاسبة الوزراء.
* متى قررت انتخاب مرشح الإخوان؟
- بعد ترشيح الجماعة له رسمياً، وبعد استبعاد حازم أبوإسماعيل، فقد كنت أنوى التصويت للشيخ حازم، لأنى أعتقد أنه لا أحد يصلح بعده، وبعد استبعاده قررت دعم الدكتور مرسى، الذى يعتبر أخف الضررين.
* هل تشعر أن «مرسى» لديه فرصة جيدة للفوز؟
- ولم لا؟! فرصته فى الفوز معقولة، وأعتقد أن 60% من الناخبين سيدعمونه، بشرط عدم حدوث تزوير لصالح مرشح معين، هذا بالإضافة إلى أن شعبيته فى ارتفاع، وأنا كداعية بأحد المساجد، أستطيع معرفة شعبية كل مرشح، علاوة على ذلك، فإن طرق الدعاية المبتكرة لمرشح الإخوان تجعل له الأولوية، فضلا عن المؤتمرات الانتخابية التى تحشد مواطنين بالآلاف يدعمون مشروع النهضة.
* حال خسارة «مرسى» فى الانتخابات، ما البديل؟
- أعتقد أن خسارته فى الانتخابات شىء صعب، وربما تكون مستحيلة، لكن لو حدث وخسر، فسأدعم أى مرشح له خلفية إسلامية، مثل الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح أو الدكتور محمد سليم العوا.
* لو فاز «مرسى» بكرسى الرئاسة، فهل تعتقد أن الجماعة ستؤثر على قراراته؟
- الدين قائم على الشورى، ولا أرى أن هناك مشكلة فى أن تحكم جماعة الإخوان الدولة، «إيه الوحش اللى فيها يعنى؟! ماهو لو فاز أحمد شفيق المجلس العسكرى هو الذى سيحكم مصر».
* هل هناك ما قد يجعلك تندم على اختيار مرسى؟
- لن أندم على اختياره، ولكنى سأندم لو لم يأت رئيس ذو مرجعية وخلفية إسلامية، لأننى أتمنى من الله أن يطبق الرئيس القادم الشريعة الإسلامية.
* هل تحاول إقناع من حولك بانتخاب «مرسى»؟
- لا أقنع الناس أن يدعموا شخصاً معينا، لأن أغلبهم مترددون، فمثلا فى المسجد أدعو الناس أن يستخيروا الله، وأنا كداعية أمثل كل الطوائف، وممنوع أن أظهر دعمى لمرشح ما، ودائماً ما أطلب ممن يسألنى أن يدعو: «رب إنى لا أحسن الاختيار فاختر لى».