مرضى التأمين الصحى فى «شبرا الخيمة»: الخدمة «زفت» والأدوية غريبة
«الخدمة زفت، والأدوية غريبة ما فيش منها فايدة، والروتين يموّت السليم قبل العيّان، لكن ربنا هو الشافى».. كان هذا «ملخص» شكاوى عدد من المرضى من عيادة التأمين الصحى فى «شبرا الخيمة»، حيث سوء المعاملة والأدوية والعلاجات القديمة التى ما زالت تستخدم فى العيادة على الرغم من ظهور ما هو أحدث وأكثر تطوراً منها بمراحل، ما يتسبب فى تأخر علاج الكثير من المرضى. قال الحاج عاطف سليمان (65 عاماً)، أحد المرضى، لـ«الوطن»: «أنا مريض بالقلب والضغط وعندى مشاكل فى الصدر وأتردد على العيادة منذ سنوات، وبصراحة المعاملة هنا زى الزفت مش معاملة بنى آدمين خالص كأنهم بيذلونا عشان بنتعالج على حساب التأمين مش على حسابنا، كفاية الشخط وطريقة الكلام الحادة اللى بنتعامل بيها، حتى الكشف مالهوش أى لازمة تلاقى الدكتور يسألك عندك إيه؟ وإما يكتفى بجوابك ويكتب لك دواء ويمشيك بسرعة أو يبص عليك كده كأنه بيريح ضميره بس».[FirstQuote]
وأضاف «سليمان»: «بقالى كام يوم ودانى واجعانى مش قادر أسمع بها، رحت للدكتور وقلت له ع المشكلة، بص عليها بعينه وكتب لى على دوا، لا حطنى على جهاز سمع ولا عمل أى حاجة تحسسنى إنه كشف بجد، يعنى بعد ما انتظرت ساعتين عشان دورى دخلت قعدت جوه أقل من 5 دقائق وطلعت تانى كأن ما فيش حاجة حصلت».
من جانبها، قالت نادية محمد (60 عاماً): «عندى سكر وضغط وبتعالج من القدم السكرى، بس العلاج هنا غريب مش نفس العلاج بتاع العيادات برة وأدوية خلاص ما بقتش تنفع واللى عايز الأدوية الحديثة لازم يكون معاه واسطة، وأسلوب الكشف قديم جداً وردىء، تقريباً ما بيعملوش أى حاجة غير الغيار، لا فيه جلسات ولا أجهزة حديثة لدرجة إن فيه أجهزة جديدة فعلاً بتعالج القدم السكرى مباشرة لكنها مش موجودة فى العيادة، وما فيش جهاز أشعة تداخلية وعشان أعمل أشعة برة بتكلفنى 1200 جنيه وأنا كل اللى حيلتى معاش جوزى 900 جنيه». واكتفى عبدالمقصود محمد، أحد المرضى، بقوله: «حسبى الله ونعم الوكيل.. الشافى هو ربنا»، فى شكوى صريحة من المعاملة والعلاج داخل العيادة. فيما انتقد محمد جابر، نجل إحدى المريضات، الروتين فى هيئة التأمين الصحى بصفة عامة، قائلاً: «عشان أعالج والدتى لازم أروح للعيادة اللى إحنا تابعين لها عشان ناخد منها تحويل للعيادة اللى فيها الإمكانيات المناسبة وعشان يوقع الاستشارى الكشف الطبى على والدتى، طب افرض جالها أزمة مفاجئة أو حالتها خطيرة أعمل إيه؟ لازم يكون فيه مرونة شوية وما دام معايا ما يثبت أن لى تأمين صحى يبقى خلاص يعالجونا بسرعة من غير روتين ووجع قلب».
من جهته، قال محفوظ أحمد (64 سنة): «كنت بتعالج من جلطة، وبالنسبة لقسم الطوارئ المعاملة فيه جيدة إلى حد ما، لكن المشكلة فى الأقسام التانية الكشف سيئ جداً الدكتور تقريباً مش بيكشف على حد، بيسألنى عندك إيه؟ ويكتب وخلاص، والأدوية بنشتريها عبارة عن شرايط برشام لا لها علبة ولا عارفين دى بتاعة إيه ولا بتتاخد إزاى طب على الأقل يصرفوا لنا العلاج فى علب لها نشرة ومكتوب عليها الجرعة بدل ما إحنا محتاسين كده». وأضاف: علاج السكر اللى بيصرفوه لنا مش هو العلاج المستورد، بيصرفوا لنا العلاج المصرى وما بيعملش أى حاجة، وبصراحة ما بقتش أثق فى أطباء التأمين الصحى وبفكر آخد الأشعة بتاعتى وأعرضها على دكتور من برة على حسابى وأمرنا لله».[SecondImage]
بينما قال سيد أحمد مسعود (74 سنة): «عندى سكر وخشونة على الرجل والمشكلة عندى مش فى العيادة دى، المشكلة إن أنا من مسطرد فى القليوبية وهناك ما فيش استشارى، وعشان أتعرض على الاستشارى لازم آجى هنا، ونفسى يكون فيه إمكانيات فى عيادة مسطرد عشان أنا سنى كبيرة والمشوار طويل عليّا قوى وكمان صحتى تعبانة».
أما السيد إمام حسين (88 عاماً)، فقال: «عملت عمليتين واحدة فى القلب والتانية فى الكبد وباخد كميات علاج كبيرة جداً، وهنا المرضى لهم كمية محددة من العلاج فلما خلص الدواء وجيت أشترى غيره قالوا لى إنت خلصت الكمية اللى المفروض تاخدها فى الشهر وما نقدرش نصرف لك تانى فعملت مشكلة كبيرة واتخانقت معاهم لأن إزاى يبقى الدكتور كاتب لى أدوية بكمية معينة وهمّا يرفضوا يصرفوها لى، فدخلونى للمدير راح ادانى علاج للمعدة، رغم إن مشكلتى مش فى المعدة خالص لكنه قال لى ده هيريحك لغاية الشهر ما يخلص وتبقى تيجى تاخد العلاج بتاعك عادى، لأن ده القانون وإحنا ما نقدرش نعملك حاجة أكتر من كده».[ThirdImage]
ووصفت نجيبة فتحى (58 سنة)، إحدى المريضات، أداء العيادة بـ«المتعب» قائلة: «كل حاجة هنا بالشقا وبالورق والروتين وتقعدى تستنى بالساعات على بال ما تدخلى للدكتور.