مأساة "الدويقة".. "حضن الجبل" فيه "حياة" أكثر من مساكن الحكومة
في حضن الجبل تعشش غرف تعج بالسكان، ممرات صخرية ضيقة المنفذ الوحيد لها، سلالم قطرها نصف متر يستقلها المارون صعودًا وهبوطًا، حتى يصلون إلى حارة أحمد عبدالحافظ المربع الثاني داخل حي منشأة ناصر.
نصف ساعة.. المدة الفاصلة بين "العمل - المستشفيات - الجامعات"، وقاطني هذا المكان الذي أثبتت الجنة الهندسية والعلمية المشكلة من محافظة القاهرة، لمعاينته وتحديدًا منطقة الدويقة، إضافة إلى خطورة كبيرة بمنطقة الرزاز، بسبب تسريب مياه الصرف الصحي، ما يشكل خطورة بالغة على أهالي المنطقة، تصل لتعرضهم إلى الموت.
في الناحية الأخرى، شقق داخل عمارات تصل إلى 7 أدوار، ومنطقة سكنية هادئة، معروفة بـ"مساكن عثمان" في منطقة السادس من أكتوبر على طريق الواحات، ذات مساحات سكنية لا تتجاوز الـ35 متر، وإيجار 75 جنيه شهريًا، خالية من وسائل الحياة "المياه - المواصلات - العمل - قسم شرطة - المستشفيات".
ثلاث ساعات ونصف.. المدة التي يستغرقها النازحون بأمر المحافظة من منشأة ناصر إلى المدينة المحددة، حتى يصلوا إلى مقر عملهم بمناطق العتبة والأزهر وباب الشعرية.
مقارنة تكاد تكون محتومة للجزء الأكبر من قاطني "الدويقة"، باختيار الموت وقتما يحين الأجل على أن يذهبوا إلى منطقة آدمية، ستردهم أمواتًا لبعدها عن "لقمة العيش" ومباعث الحياة.
تجولت "الوطن"، داخل مساكن سكان الدويقة بمنطقة الرزاز، ورصدت أماكن المستجيبين لقرار المحافظة بالرحيل، وعاينت الشقق التي رفضتها الشريحة الأولى، وتحدث النازحون عن مشاكلهم في منطقتهم السكنية الجديدة بمساكن الأولى للرعاية بمنطقة عثمان في مدينة 6 أكتوبر.