"الوطن" تنشر نص كلمة السبسي في ذكرى ثورة الياسمين: الظلم ولى دون رجعة
قال الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي، إن ثورة الكرامة والحرية ثورة الشباب، انطلقت شرارتها باستشهاد الشاب المرحوم محمد بوعلي، وانتشرت بعد ذلك إلى شباب تونس فى كل مناطقها.
وأضاف السبسي، خلال كلمته الافتتاحية احتفالًا بالذكرى الرابعة للثورة التونسية اليوم، "الشباب لم يكن له قيادة ولم يكن له إيديولوجية، لا دينية ولا سياسية، ولم تكون له ارتباطات خارجية، وهذه الثورة فتحت أمام التونسيين والتونسيات أبواب أمل شاسعة ومكنتهم من التميز وجعلتهم يمثلون استثناء، نتيجة إدارتهم لمسار انتقالهم الديمقراطي بطريقة سليمة ومدنية".[FirstQuote]
وتابع أن الثورة لا يمكن فهمهما خارج سياق التاريخ التونسي الذي سبقها، وبالأساس ثورة تحرير الوطن أولًا وتحرير الإنسان التونسي ثانيًا، فالثورة الوطنية حررت تونس فأعطتها سيادتها واستقلالها، مستطردًا "المجتمع بأكمله شارك في اندلاع الثورة"، مؤكدًا أن الثورة كانت تحريرًا للوطن قبل أن تحرر المجتمع.
أوضح الرئيس، أن التونسيين دفعوا ثمن الثورة من دمائهم، موضحًا أن الشعب فقد 330 شهيدًا و3 آلاف جريح في أحداث الثورة، مضيفًا "من قاموا بالثورة التونسية لم يكن لهم أيديولوجية أو قائد.. نتأهب حاليًا لحل المشكلات التي كانت دوافع الثورة، وسنواصل العمل على حماية المكتسبات التي تم تحقيقها على كافة الأصعدة".
وتابع "لقد انطلقت الثورة بالشرعية وهي الآن تتوزع بصور مختلفة، فهي نص في الدستور ومؤسسات وبرلمان منتخب وإعلام حر وهي رئيس منتخب".
واستطرد "رئيس الجمهورية مسؤول عن حراسة الدستور ومكتسبات الثورة، وأن يكون رمزًا للوحدة ساهرًا على احترام الدستور، راغبًا في استمرار الدولة وحمايتها، وللنجاح في هذا الدور لا بد من حماية الوطن والمواطن، لهذا سنؤدي كل اهتمامنا في حماة الديار من قوات الجيش والأمن".[SecondQuote]
قال السبسي، إن التونسيين لا يزالون يدفعون ثمن حماية الثورة للمحافظة على المسار الديمقراطي، مؤكدًا أن الثورة ليست حكرًا على فكرة واحدة ولا على نظام واحد ولا شخصية واحدة، بل إنها صورة وطن وطموح أمة.
وأضاف "برنامج جمهوريتنا الثانية لا خوف عليها سوى من يكون يريد القسمة للتونسيين وابتزازهم"، مشددًا على أن الأولوية هي دعم قوى الأمن والجيش في مهمة مواجهة الارهاب.
وأعلن عن دعم الجيش التونسي في حربه على الإرهاب، وقال "سوف نعمل في حدود إمكانياتنا، كما نؤيد مسار العدالة الانتقالية والظلم ولى دون رجعة".
وجه السبسي، خلال كلمته في ذكرى ثورة الياسمين، شكرًا خاصًا للمرأة التونسية، وقال "هي تاج تجربتنا والحرية العامة والفردية"، مضيفًا "الخدمات العامة هي أعلى أنواع الالتزام والمغرب العربي أمنه أمننا وقضاياه قضايانا.. الشكر حق والعمل واجب".
أما بشأن الشباب، قال إنه لن يتحقق الطموح طالما لم تفتح الظروف المناسبة لطاقات شبابنا، فلا يجب أن تبقى وعودنا للشباب دون تنفيذ، مضيفًا "مجلس الشعب والحكومة الجديدة سيعملان لتطوير البرامج المتطورة للشباب". [ThirdQuote]
واستطرد "أيتها التونسيات والتونسيون، ستتحول ثورتنا إلى مسار طويل، أن يكون لى نصيب معكم جهاد أكبر من أجل حرية تونس، وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت واليه أنيب".
واختتم قائلا: "أخيرًا نشكر اليوم الحكومات المتعاقبة من الثورة والإدارة التونسية لاجتهادهما في حفظ المؤسسات الاجتماعية، ونشكر الإعلام الحر وكل من دفعه حبه أن يقدم خدمة لتونس في الظروف الصعبة عندما يحتاج الوطن".