«حارة الصالحية» معقل صناعة السبح.. يحترفها مسلمون ومسيحيون وتصل للعالمية
«بيشوي»: تتعدد الخيوط المستخدمة في السبح.. وأفضلها الحرير
حارة الصالحية التى يعمل معظم سكانها فى صناعة السبح
تشبه مغارة على بابا، لما تحتوى عليه من كنوز جاءت من أقصى البلاد وأعالى البحار، وخرجت إلى النور فى صورة سبح وأحجار كريمة. حارة الصالحية استطاعت سحب البساط من النحاسين، لتبدأ عهداً جديداً فى هذه الصناعة، التى يعمل بها مختلف الفئات والأعمار، للوصول إلى الصدارة، ليس فى مصر فقط، بل المنطقة العربية.
يحكى حسيب حسن، أقدم بائع فى حارة الصالحية، عن سر تميزهم فى صناعة السبح والأحجار الكريمة فى الفترة الأخيرة، فقبل 18 عاماً كانت صناعة النحاسيات هى المسيطرة على الحارة، وبمرور الزمن اختلف الوضع، خاصة بعد ظهور الألومنيوم وغيره من الأنواع الجديدة التى سحبت البساط من النحاسين: «حارة الصالحية من 18 سنة كانت حاجة تانية، كانت معتمدة على النحاس لحد ما تراجع، وظهر مكانه حاجات جديدة».
بعد تحول النحاس من سلعة مطلوبة لموضة قديمة، بدأت حارة الصالحية تحتضن نشاطاً جديداً وهو صناعة الأحجار الكريمة، من خلال عدد قليل جداً من التجار، ومنهم والد «حسيب»، الذى حافظ على المهنة وطورها بإنشاء مصنع يضم عدداً كبيراً من العمال، أصبحوا فيما بعد أصحاب محلات متفرقة فى حارة الصالحية، بينما يوجد منفذان فقط لبيع النحاسيات: «والدى كان صاحب أكبر محل أحجار كريمة فى الشرق الأوسط، بس اتقفل بسبب ظروف مادية لها علاقة بالتجارة، وحارة الصالحية تخصصت فى صناعة السبح والأحجار».
الصالحية ليست المنطقة الوحيدة المتخصصة فى صناعة وبيع الأحجار الكريمة والسبح، بل اتجهت لذلك أيضاً حارة الصرماتية، بعد أن اختفت بها صناعة «الصرم والبُلغ»، ثم امتدت صناعة السبح على مستوى منطقة الحسين بأكملها.
بيشوى سمير، مسيحى يعمل فى مهنة تصنيع الخرز والخيوط والفروع منذ سنوات عديدة، بعد أن استشعر فى هذا المجال حالة روحانية قرر التمسك بها، واتجه إلى بيع أساسيات صناعة السبح، ليكتشف أنواعاً كثيرة من الخرز لم يكن على دراية بها مطلقاً: «بحب المهنة دى من زمان، ببيع الفروع أو أصل السبح اللى بيتعمل منها كل حاجة، اللافا عبارة عن حجر بركانى يتميز باللون الأسود، ويبدأ سعر الفرع من 20 إلى 30 جنيه، والصدف الطبيعى الأبيض سعره حوالى 45 جنيه، وبيُستورد من دولة الصين».
يُستخدم الفرع فى تشكيل السبحة بطريقة محددة، من خلال وضع فاصل بعد كل 11 حبة حتى يكتمل العدد 33، فى سبح المسلمين أو المسيحيين الأرثوذكس، أما الكاثوليك فلديهم أعداد مختلفة، بحسب «بيشوى»: «بنستخدم فيروز الهولايت الأصلى، لأنه بيتعمل على شكل التفاسير وما بين الـ11 حبة بيتحط تفسيرة واحدة، وسعره مش ثابت، من 25 إلى 60 جنيه»، مشيراً إلى توافر أنواع مختلفة مثل الصدف والأماتيست والأوليكس، وسعر الفرع 75 جنيهاً.