مولد «الحسين».. صدقة رحمة ونور على «بطرس وأبانوب وماجد»
احتفالات استمرت قرابة الأسبوع، لم يشعر بها أحد، تماماً مثلما لم يشعر المحتفلون بما يدور خارج نطاق احتفالهم. مريدو «الحسين، لم يشغلهم خبر الحرب التى باتت على الأبواب، ولم يلههم عن الحبيب أخبار شهداء ليبيا، فالرأس المقطوع واحد، مصيرها الخلود، فكما خلد سيف اليزيد رأس الحسين، خلدت داعش رؤوس المصريين. «قربنا على الضهر والحركة لسه خفيفة غير كل سنة»، لا تعرف الحاجة سعاد التى أتت من طنطا سبباً لامتناع المصريين على غير عادتهم عن ليلة المولد: «الناس مكسية بالحزن مش عارفة إيه اللى حصلّهم، مصر بتحارب مين، هى إسرائيل هجمت»، لم تعى مخيلة المرأة الخمسينية أن هناك حربا فُرضت على المصريين غير حربهم المقدسة مع الدولة الصهيونية «مصر هتحارب ليبيا ليه؟»، السؤال الذى أثارته سعاد فى مولد الحسين لم يكن يعرف إجابته أحد ممن اقتربوا منها، ففى المولد، غاب الحداد، لكن لم يغب الدعاء. «خيمة المنيا» فى رحاب الحسين، هنا فقط يعرف الجميع ما يحدث، ويقول الحاج محمد: «عرفنا اللى حصل بس هنعمل إيه هما شهداء وإحنا عند شهيد، لا يمنع الحداد مولداً، لكنه كذلك لا يحرم الشهداء من الرحمة والنور»، وأضاف: ««دول ولادنا كلنا ووجودنا فى المولد مش فرحة، لكن كمان كل خدمة المنيا رايحة لهم رحمة ونور».
الصدقة التى توزع باسم الحسين كل عام، توزع هذه المرة باسم «ميلاد وأبانوب وماجد»، أكياس تحمل رغيف الأرز وقطعة اللحم وابتهال بالدعاء لمن ذُبحوا ولمن يحاربون اليوم من أجل ثأرهم.
«بسيونى ومحمود» ميّزهما الزى العسكرى عن باقى الموجودين: «إحنا جايين ناخد البركة قبل ما نسافر، يمكن تكون آخر مرة نزور مولانا»، الأيام الأولى للشابين فى معسكر التدريب قبل أن يُعلنا بمقر خدمتهما: «لسه مش عارفين رايحين فين بس مش هتفرق.. الموت فى كل حتة وربنا هينصرنا».