«أوبرا سيدنى».. عندما تتحول دار أوبرا إلى أيقونة لبلد بأسرها
«إذا لم تكن تعرف دار أوبرا سيدنى إذن أنت لا تعرف أستراليا»؛ فدار الأوبرا التى بنيت فى أكتوبر من عام 1073، لم يكن الهدف من بنائها وضع «أستراليا» فى مصاف الدول العالمية من خلال قاعة لحفلات الأوبرا وقاعة للحفلات الموسيقية السيمفونية، لكن مصممها، المهندس المعمارى الدنماركى الشهير «يورن أوتزرن» استطاع من خلال تصميمه البسيط المتفرد، أن يجعل من دار الأوبرا هذه مبنىً أيقونياً (رمزياً) لا يرمز فقط إلى سيدنى بل إلى أستراليا بأسرها.
«أوبرا سيدنى مثال جيد للمبانى الأيقونية، والتى تتعدى كونها مبنى مهما إلى رمز للبلد أو المدينة بأسرها».. هكذا بدأ د.على جبر، أستاذ العمارة وكيل الكلية لشئون التعليم والطلاب بكلية الهندسة جامعة القاهرة، حديثه عن مبنى دار الأوبرا، والذى شرح أهمية موقعه بالنسبة لمدينة سيدنى: «موقع الأوبرا على ميناء سيدنى، يعنى أى بناء فى منطقة مشابهة هيبقى واضح للناس، وبالتالى مش من الممكن الثقة بأى حد عشان ينفذ المشروع، عشان كده الحكومة الأسترالية عملت مسابقة بين المصممين لاختيار أفضل تصميم لدار الأوبرا»، هذه المسابقة التى فاز بها المصمم الدنماركى «يورن أوتزرن» فى الخمسينات من القرن الماضى بتصميمه الذى هو عبارة عن مجموعة من منشآت قشرية بعضها فوق الآخر، وكانت فى تلك الفترة الزمنية تعتبر شكلاً جديداً فى البناء.[Image_2]
وأضاف د.على: «المبنى يمكن رؤيته من كل الزوايا، وفيه العنصر الابتكارى المتفرد، بل إنه استطاع منافسة صخور (إيرز روك) الأسترالية الشهيرة على الأيقونية لأستراليا وفاز عليها»، لكن بالرغم من كل مزايا المبنى، فإن نقطة ضعفه ظهرت حينما تم افتتاحه: «الطريف فى الموضوع أنه بمجرد افتتاح المسرح اكتشف وجود عيب فى أهم حاجة ممكن تكون فى دار أوبرا، فعيب المبنى كان فى الـ(إيكو) أو صدى صوت المسرح، فبدلا من أن يبقى متناغما ويساعد على تكبير الصوت، بقى بيخلى الصوت يتكسر أو ما يبقاش واضح، وده خلى الحكومة تصرف قد ما صرفت على بناء الأوبرا عشان تصحيح العيب ده».
أنهى د.على كلامه عن أوبرا سيدنى بأن الكوادر فى الوطن العربى ومصر تستطيع إنشاء مبان بهذه القيمة: «فى مبانى كتيرة فى الخليج متفردة فى تصميمها، لكن تصميم مبنى يحمل قيمة مماثلة يتطلب أن يكون العميل أو الممول فاهم قيمة تصميم مبان متفردة و(أيقونية)، وأن يكون على قائمة أولوياته صنع هوية للمكان أو المدينة التى ينتمى إليها».