"عمر مكرم".. من مستشفي ميداني لـ"الثورة" إلى تلقي عزاء "جمال وعلاء"
في الـ25 من يناير عام 2011 نزلت جموع المصريين إلى الشوارع والأزقة طالبين من نظام الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك الرحيل، حاولت قوات الأمن تقويض الانتفاضة التي خرجت في الشوارع ولكنها دون جدوى، وفي التحرير تجمَّع عدد كبير من المصريين رافعين شعار "ارحل" بعدما مزَّق المصريون ثوب الخوف والهلع من النظام وعصاه الأمنية الموجعة.
ميدان التحرير، وعلى بعد خطوات منه باتجاه مسجد عمر مكرم، قبعت أول وأكبر مستشفى ميداني، جثث ملقاة في طريقك إليها، ودماء روت باحة المسجد العتيق، أناس لا يستطيعون التنفس بعدما استنشقوا الكثير من الغاز المسيل للدموع الذي قتل عددًا منهم جراء الاختناق، فيما حاول عدد من المسعفين تضميد جراح المصابين بطلقات الخرطوش والحي.
أربعة أعوام بالتمام والكمال، تبدَّل فيها الحال، ولم يعد كما كان عليه آنفًا، فقد عاد الثوار إلى منازلهم والموتى في قبورهم والمصابون في المستشفيات، في حين تنحى الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك عن السلطة وتركها للمجلس العسكري الذي ترأسه المشير محمد حسين طنطاوي، حتى تم الزج برجال مبارك خلف القضبان، إلا أن للعدالة وجوهًا كثيرة، فقد قرر القضاء المصري تبرئة مبارك وولديه من التهم التي نُسبت إليهم، ليعودوا من جديد إلى الحياة العامة.
صباح يوم الثلاثاء أعلن الإعلامي والصحفي مصطفى بكري وفاة والدته، وأكد تلقيه واجب العزاء اليوم بمسجد عمر مكرم، لحظات وبدأ العزاء بمسجد الثوار، ودقائق أخرى ودخل ولدا مبارك لتقديم العزاء لـ"بكري"، توقف "التاريخ" عن تسجيل تلك اللحظة ولم يحدد ما يحدث أمام ناظريه، فهنا جلس المصاب وتُوفي الشهداء وسمع الأنين يدوي في باحة المسجد، وهنا أيضًا وطأت قدما ابني مبارك لتكون أعلى من الدماء التي سالت يومًا فيه، ولتكون الآية الكريمة: "واتقوا يومًا تُرجعون فيه إلى الله" هي الرد الأمثل من "الثوار" على "نجلي مبارك".