جدل إعلامى: فريق يعتبرها صراعاً بين العقل والجمود.. وآخرون: "شو"
حالة من الجدل والخلاف سادت بين خبراء الإعلام بشأن المناظرة، بين كل من إسلام بحيرى والشيخ أسامة الأزهرى والحبيب على الجفرى، حيث أكد البعض أن المناظرة أخذت شكلاً ما بين العقل المحتج والجمود، فى حين أكد البعض الآخر أن المناظرة كانت «شو» لزيادة نسبة الإعلانات.
وقال الدكتور محمود خليل، أستاذ الصحافة بجامعة القاهرة، إن المناظرة أخذت شكلاً ما بين العقل المحتج والجمود، موضحاً أن «إسلام بحيرى» عبر عن العقل المحتج على بعض المواضع فى التراث التى تتصادم مع ما تقبله الفطرة الإنسانية، وتتصادم أيضاً مع صريح القرآن، مثل قضية زواج السيدة عائشة بالنبى فى التاسعة من عمرها وتجسيد الشيطان، وغير ذلك من أمور لا يقبلها العقل، مؤكداً أن «بحيرى» وفق بهذه المواضيع من المناظرة، لكنه اعتمد على أسلوب التلاعب بالمعلومات والتلاعب بالألفاظ فى بعض الأحيان من أجل البرهنة على بعض الأفكار، وقد أخفق فيها واستطاع الشيخ أسامة الأزهرى أن يتفوق على «البحيرى» فى هذه الأجزاء من المناظرة.
وأضاف «خليل» فى تصريحات لـ«الوطن»، أن «الأزهرى» ظهر فى حالة جمود، وأن هذا اتضح جلياً فى أدائه الحركى الذى كان بطيئاً، ويمكن أن يوصف بالأداء الخشبى، على حد قوله.
وأشار إلى أن «الأزهرى» اتضح على مستوى المضمون تمسكه ببعض الأفكار ودفاعه المستميت عن بعض الأطروحات التى أجمع عليها الأئمة، رغم وضوح بعض جوانب الخطأ فيها، قائلاً: «الأزهرى بدا معبراً عن حالة الجمود المسيطرة على المؤسسة التى ينتمى إليها والمتمثلة فى الأزهر».
وأوضح «خليل» أن المناظرة استطاعت إيضاح فارق بين شخص فاهم وهو «بحيرى»، وآخر حافظ لما يدافع عنه وهو «الأزهرى».
فى سياق متصل، اعتبر الدكتور محمود علم الدين، أستاذ الصحافة بكلية إعلام القاهرة، أن المناظرة بادرة إيجابية أن يكون هناك حوار حول الموضوع الذى يختلف حوله الكثيرون.
وأكد «علم الدين» فى تصريحات لـ«الوطن» أن وجود شخصية مثل «الحبيب على الجفرى» الذى يناقش بمنتهى العقل والهدوء، جعلت من المناظرة شيئاً إيجابياً بعيدة عن الاتهامات والعنف.
إلا أن الدكتور فاروق أبوزيد، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، أكد أن الهدف من تلك المناظرة لا يعدو كونه جذب أكبر عدد من المشاهدين لضمان زيادة الإعلانات.
فى سياق متصل، اعتبر الدكتور هشام عطية، أستاذ الصحافة بكلية الإعلام جامعة القاهرة، أن المناظرة أحدثت فقط نوعاً من الإثارة الإعلامية، وأنها لم تحسم الجدل حول ما يقوله إسلام البحيرى، وإنما ازداد حجم الجدل والاختلاف مع كبر مساحة الحضور والمتابعة.