سألنا الشباب: تعرفوا المشير أحمد إسماعيل؟ فاجابوا: نعرف "موشيه ديان"
قرابة 42 عاماً مضت على معركة العاشر من رمضان، التى نجح فيها «درع وسيف الوطن» فى تحرير أراضى سيناء من الاحتلال الإسرائيلى، من خلال معارك يتم تدريسها حالياً فى عدة معاهد وكليات عسكرية على مستوى العالم، بدءاً من اقتحام خط بارليف والسيطرة على مساحة كبيرة من الجبهة، مروراً بالمعركة التفاوضية القوية التى خاضتها أجهزة الدولة وخبراؤها حتى انتهت باستعادة كامل أراضينا، إلا أنه على الرغم من مرور كل تلك الفترة، لا يعلم كثير من الشباب ما دار خلال الحرب؛ فمنهم من لا يعرف وزير الحربية خلال فترة الحرب المشير أحمد إسماعيل، ومنهم من يظن أن معركة استرداد سيناء انتهت بالحرب فقط دون التفاوض، وآخرون يؤكدون أن ثقافتهم عن الحرب لم تتشكل سوى من الأفلام السينمائية التى تناولت الحرب ووثقت لها، فيما يؤكد آخرون أن معرفتهم عنها كانت عبر التلقين للحل فى الامتحانات.
وفى الوقت الذى لم تنل فيه حرب أكتوبر اهتماماً من جانب بعض الشباب، إلا أن آخرين أبدوا أهمية لاستبيان أحداثها وفقاً لمبدأ «اعرف عدوك»، مع الاستفادة من دروس الماضى فيما قد يواجهه هؤلاء الشباب فى المستقبل، مقترحين تطوير المناهج التعليمية بما يتواكب مع ما يجذب الطلاب ليتعلموا تاريخ بلادهم، وتنظيم زيارات لمواقع تعليمية عن الحرب مثل بانوراما حرب أكتوبر. «ياااااا.. حرب أكتوبر.. دى كانت سنة 1973.. ومصر كانت بتحارب إسرائيل وانتصرنا وعدينا قناة السويس لحد 10 كيلومتر بعد الضفة الشرقية للقناة.. وبعدين ظهرت الثغرة ثم دخلنا فى المفاوضات»، هكذا بدأ أحمد رشاد، الموظف فى جامعة عين شمس ذو الـ23 عاماً، حديثه عن «حرب التحرير»، مردفاً أن المستشفيات كان بها عجز أثناء فترة الحرب بسبب أعداد المصابين.
وسألناه عن وزير الحربية فى فترة المعركة؛ فرد: «الرئيس السادات كان قائداً للجيش، والفريق سعد الشاذلى كمان»، أما عن وزير الدفاع الإسرائيلى فقال: «الأعور ده.. اللى اسمه موشيه ديان».
أما عن المصادر التى تناول منها معلوماته عن الحرب؛ فقال هى بانوراما حرب أكتوبر حينما زرتها، والأفلام السينمائية التى كنا نحبها حين كنا أطفالاً، مثل فيلم «العمر لحظة»، بالإضافة لدروس التاريخ فى الثانوية العامة، والصفحات العسكرية على مواقع التواصل الاجتماعى على «فيس بوك»، لكن أكثرها كان من الكتب المدرسية.
وعن سبيل مواجهة ضعف معرفة الشباب عن الحرب، اقترح أحمد أن يتم تعديل المواد الدراسية التى يتلقاها الطلاب لتصبح مادة مثل «التربية الوطنية» مادة مضافة على المجموع، وليتم تعديل محتواها الدراسى لتشمل ماذا فعل الوطنيون من أبناء الشعب المصرى لها، وما الذى دفعهم لتصرفاتهم، وليعرف الشباب معنى الوطن والوطنية، مردفاً: «كتير من الشباب عايزين يسافروا بره أو يهاجروا.. ولازم يتعلموا الانتماء للبلد والوطنية».
فيما قالت رانيا السيد، 30 عاماً مديرة مكتب إحدى شركات المقاولات، إن ما تعلمه عن الحرب هو ما يعرفه أى مصرى بأن مصر انتصرت على إسرائيل بعد عبور القنال، وأننا رفعنا العلم على الضفة الشرقية لقناة السويس يوم 10 رمضان لنحارب ثم بعد ذلك تم الاتفاق على «معاهدة كامب ديفيد» إلى أن استعدنا أراضينا.
وحال سؤالها عن الدور الذى لعبه المشير أحمد إسماعيل فى الحرب، قالت إنها لا تعلم منصبه، لكنها تعلم الأدوار البطولية التى قام بها رجال القوات المسلحة بدءاً من الرئيس أنور السادات، والفريق سعد الشاذلى، والمشير الجمسى وغيرهم، إلا أنها لا تعلم دور «أحمد إسماعيل».
وعلى نقيض سابقيه، روى محمد عصام، أخصائى تسويق إلكترونى فى إحدى الشركات، 22 عاماً، مراحل تطور الحرب بدءاً من الضربة الجوية فى تمام الثانية وخمس دقائق ظهراً ثم قذائف المدفعية، حتى عبور قوات المشاة، والنجاح فى اقتحام خط بارليف بعد استخدام مدافع المياه فى تدميره، والسيطرة على عدة كيلومترات فى عمق الجبهة الشرقية للقنال، ثم توقف الهجوم وتطويره لتخفيف الضغط على القوات السورية والذى أدى إلى الخلاف بين رئيس أركان القوات المسلحة الفريق سعد الشاذلى والسادات، ثم حدوث «الثغرة»، والنهاية بالتفاوض. وعن مصادر معلوماته عن الحرب، قال «عصام» إن والده كان ضابطاً بالقوات المسلحة، و«كان حريصاً فى المناسبات الوطنية أن يكلمنا أنا وأشقائى عنها، كما أننى أضفت على ذلك قراءة السير الذاتية لقادة الحرب مثل المشير الجمسى أو الفريق سعد الشاذلى، وبعض مما كتبه القادة الإسرائيليون، فضلاً عن الأفلام السينمائية عن الحرب». من جانبه، يرى اللواء فؤاد فيود، أحد أبطال حرب أكتوبر، أن جيل الشباب لا يعلم الكثير عن «معركة التحرير» لأنها اختزلت فى الضربة الجوية فقط، موضحاً أن القوات المسلحة وإدارة الشئون المعنوية تعى ذلك تماماً، وتتحرك لأجل توعية أبناء الشعب المصرى بتاريخهم العريق، والتوعية بالجهود والدماء التى بذلها شهداؤنا لأجل استرداد كرامة وحرية وطننا وتحريره من الاحتلال الإسرائيلى، لافتاً إلى أن المؤسسة العسكرية نفذت وستنفذ خلال المرحلة المقبلة أيضاً برامج توعية للشباب فى المدارس والمعاهد والجامعات، مع حرصها على ظهور أبطال الحرب فى وسائل الإعلام المختلفة ليشرحوا جهاد الشعب والجيش لأجل استعادة التراب الوطنى كاملاً دون نقصان شبر واحد.