ما جرى أمس الأول من تكريم أبناء وأسر الشهداء فى مشهد متكرّر يُشكّل أحد التزامات الدولة المصرية والرئيس السيسى شخصياً بالاهتمام بسيرة الشهداء وذويهم واحتياجاتهم.. ما يحدث يأتى التزاماً دينياً ووطنياً وأخلاقياً وإنسانياً.. وهو أحد الإجراءات الحكومية التى تلقى إجماعاً من الشّعب المصرى كله.. فالشعب الذى خرج للصلاة يوم العيد ويذهب لأعماله ومدارسه وجامعاته ويذهب إلى الأسواق والمصايف ويقيم الأفراح وافتتاحات المتاجر وغيرها وغيرها من صور الحياة الطبيعية كله يتم بعد تضحيات كبيرة وعظيمة ودماء طاهرة قدّمت فداء للشعب نفسه وللوطن.. وعندما نعرف أن عدد الشهداء ممن سقطوا خلال المواجهة مع الإرهاب المجرم منذ 2013 وحتى اليوم يبلغ 3277 شهيداً، إضافة إلى 12 ألفاً و280 مصاباً وجريحاً! نراه رقماً كبيراً يشى بأننا كنا فى حرب حقيقية وليست مجرد مطاردات لمجموعات من المخرّبين.
كثيرة هى الإجراءات التى تقوم بها الحكومة نيابة عن المصريين فى رعاية أسر الشهداء.. فبخلاف تكريم أسماء هؤلاء الأبطال وإحياء ذكراهم، أيضاً تقوم بصرف مبلغ تعويض للمستحقين ومكافآت الأوسمة.. مع تقديم الخدمات الصحية المناسبة لهم وتمكينهم من ممارسة الأنشطة الرياضية والثقافية.. توفير فرص الدراسة فى جميع مراحل التعليم ومنح بالمدارس والجامعات.. وكذلك توفير أوجه الرعاية والدعم فى جميع مناحى الحياة لأسر الشهداء والضحايا والمصابين وتوفير فرص عمل للمخاطبين بأحكام القانون وكذلك ينظم ذلك توفير فرص الحج للمصاب وكلا الوالدين أو زوجة الشهيد أو الضحية، مع خدمات أخرى تقدم، منها توفير الاشـتـراك والتجديد المجانى فى مراكز الشباب والنوادى والمنشآت الرياضية التابعة لوزارة الشباب والرياضة والأنشطة الرياضية المختلفة، وإتاحة الدخول المجانى لكل المتاحف والمتنزهات والحدائق والمسارح وقصور الثقافة التابعة للدولة.. وكفالة استمرار وإتمام الدراسة بالتعليم الخاص للملتحقين به بالفعل.. فهذه الإجراءات وغيرها التزام بالدستور الذى نظم ذلك، وتأتى القوانين ترجمة له.. فالمادة 16 من الدستور تنص حرفياً على:
«تلتزم الدولة بتكريم شهداء الوطن، ورعاية مصابى الثورة، والمحاربين القدماء والمصابين، وأسر المفقودين فى الحرب، ومن فى حكمهم، ومصابى العمليات الأمنية، وأزواجهم وأولادهم ووالديهم، وتعمل على توفير فرص العمل لهم، وذلك على النحو الذى يُنظمه القانون».. هذه المادة الدستورية السابقة أيضاً التزام دينى وأخلاقى بالضرورة.
يقول رب العزة: «وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلَاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ»، ويقول: «فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ»، ويقول الرسول الكريم، عليه الصلاة والسلام: «من وضع يده على رأس يتيمٍ كان له بكل شعرةٍ من رأسه حسنات»، ثم الحديث الشريف الشهير: «أنا وكافل اليتيم كهاتين فى الجنة»، وأشار بأصبعيه السبابة والوسطى.
رحم الله الشهداء وألهم أهلهم كل الصبر، ووفق الله الدولة المصرية وقيادتها ومؤسساتها للوفاء الدائم لهذه الدماء الزكية التى قُدّمت لنحيا ونعيش..