خبراء الآثار: أهم تراث الإنسانية تحت مطرقة "داعش"
أثار تدمير تنظيم «داعش» الإرهابى، لآثار «نينوى» العراقية، قلق العالم حول المصير الذى ينتظر آثار «تدمر» السورية، حيث أبدى المهتمون بالآثار، تخوفهم من أن تلقى آثار سوريا، باعتبارها أهم وأندر المواقع الأثرية العالمية والمدرجة ضمن قائمة اليونيسكو للتراث العالمى الفريد، مصير نظيراتها فى العراق، التى دُمرت فيها مناطق كاملة، خاصة مع نشر مقاطع مصورة لأعضاء التنظيم داخلها.
من جانبها، قالت الدكتورة جليلة القاضى، أستاذ التخطيط العمرانى، ومؤسس حملة «أنقذوا القاهرة التاريخية»، إن أى تحركات مصرية أو عربية فى هذا السياق لن تتعدى منطقة الشجب والإدانة، أما على المستوى الدولى، فإن المُتبع أن تضع «اليونيسكو» المنطقة على قائمة التراث المهدد بالخطر، مشيرةً إلى أنه لا يمكن لأى دولة التدخل عسكرياً لحمايتها، باعتباره تدخلاً فى سيادة الدولة، خاصةً أن مصر موقعة على اتفاقيات دولية ملزمها باحترامها، لافتةً إلى أن ما حدث مع تماثيل بوذا فى أفغانستان، عندما حاولت «طالبان» تحطيمها، هو إرسال ممثل للأزهر لإبداء النصح فقط.
وأضافت «القاضى» لـ«الوطن»: «أتعجب من وقوف المنظمات الدولية، وقفة المُتفرج فى انتظار وقوع الكارثة، فنحن بصدد خسارة تراث لا يعوض، ولم تتحرك أية دولة للتواصل مع النظام السورى لبحث آلية حماية هذا التراث».
من جانبها، قالت الدكتورة مونيكا حنا، أستاذ الآثار بالجامعة الأمريكية، إن التحقيقات كشفت عن استغلال «داعش» للآثار، كمصدر رئيسى لتمويل عمليات شراء الأسلحة، وتمويل عمليات القتل، مشيرةً إلى أن ما يُنشر عن تدمير الآثار ما هو إلا ستار لتجارتهم المشينة.
فيما قال الدكتور محمد سامح عمرو، رئيس المجلس التنفيذى لليونيسكو سفير مصر لدى المنظمة الدولية، إن ما يحدث فى سوريا والعراق «كارثة إنسانية»، مضيفاً أن هذا التدمير المتعمد للتراث الثقافى يدخل تحت تصنيف «جرائم الحرب»، بموجب أحكام القانون الدولى، مشيراً إلى أن الاعتبارات العملية التى يمكن اتباعها حرصاً على التراث بألا تخرج هذه الآثار للأسواق العالمية، موضحاً أنه إذا حدث فستتم مصادرتها وإعادتها لدولتها، وستضع «اليونيسكو» على موقعها الإلكترونى القائمة الحمراء بالقطع المسروقة لردها، مطالباً برفع الوعى العربى بأهمية التراث والحفاظ عليه.
وتابع «سامح عمرو» أن المديرة العامة للمنظمة، «إيرينا بوكوفا»، دعت، أمس، إلى إنقاذ «تدمر»، مبديةً قلقها الشديد، وخاطبت الأمين العام للأمم المتحدة، ودعت رئيس مجلس الأمن الدولى لعقد جلسة طارئة للنظر فى هذا الاعتداء.