الرئيس في المجر: "مصر طول ما هى واقفة على رجلها اطمنوا على المنطقة"
قال الرئيس عبدالفتاح السيسى إن «مصر لديها إرادة حقيقية كى تنطلق، وطول ما هى واقفة على رجلها اطمنوا على منطقة الشرق الأوسط والبحر المتوسط، وإن شاء الله مصر هتاخد مكانها وهتشوفو».
وأضاف «السيسى»، فى كلمته أمام منتدى الأعمال «المصرى - المجرى»، ببودابست، أمس: «لدينا تحديات ضخمة فى مصر، علشان كده قلت إن الوقت حاسم»، وتابع: «الشخصية المجرية دون مجاملة هى قريبة من الشخصية المصرية، وقادرة على الاستثمار فى مصر».
وقال: «الأصدقاء المجريون مدعوون للعمل معنا بمعدلات ضخمة، وهناك منح جديدة بمصر وأمل جديد وإرادة حديدية بأن تقف البلد على أقدامها وتأخذ مكانها الحقيقى، وأنا أقول كلام والأيام ستثبت لكم ذلك». وأوضح أن مكتبه مفتوح كمواطن مصرى وعلى استعداد لوضع يده مع أى أحد يساعد بلده.
من جانبه، وعد أشرف سالمان، وزير الاستثمار، بتيسير الإجراءات للمستثمر الجاد وتخفيض معدلات البطالة حتى تستكمل مصر النمو. وخلال المنتدى، قال فيكتور أوروبان، رئيس وزراء المجر: «شرف عظيم للمجر بأن فخامة رئيس جمهورية مصر العربية زارنا»، وأضاف: «دون مصر مستقرة لا يوجد شرق أوسط مستقر، ودون مصر مستقرة لا يوجد أوروبا مستقرة، ونتمنى أن ينجح الرئيس السيسى فى مهمته وتحقيق طموحات شعبه».
وتابع: «فى السياسة لا يطرح سؤال ماذا كان سيحدث لو.. فكروا ماذا كان سيحدث لو لم يأت الرئيس السيسى، ماذا لو لم يكن هناك جيش قوى فى مصر»، مؤكداً أن الرئيس السيسى تحمل المسئولية وتحمل اتخاذ القرار لتحقيق الاستقرار فى مصر، وداعب رئيس وزراء المجر الرئيس السيسى قائلاً: «أنا أصغر من الرئيس السيسى سناً ورتبتى العسكرية ليست كبيرة مثل فخامته، وبالتالى لا يمكن للصغير أن ينصح الكبير».
وأضاف: «التاريخ المجرى يخبرنا أن مستقبل الدول التى تسير على طريقها الخاص ناجح، وأحذر أنفسنا فى أوروبا، اخترعنا نظاماً اسمه الديمقراطية ولكننا لا نجد دليلاً واحداً أن هذا النظام سيؤدى إلى نفس النتائج فى بلاد أخرى ولا يجب أن نكون معلمى العالم، ومحاولات تدخلنا فى العالم العربى جلبت مشكلات، وكل ما يحدث فى العالم يدفعنا للتراجع».
وتابع: «المجر تتفهم السياسة الاقتصادية التى تنتهجها مصر الآن والإجراءات البيروقراطية، والشركات المجرية ستعمل بسرعة، وأعدكم باسم المجر أننا سنكون سريعين إذا حصلنا على فرصة».
فى سياق متصل، منحت جامعة كورفينوس، الرئيس عبدالفتاح السيسى، أمس، الدكتوراه الفخرية، وقال «السيسى» فى كلمته: «تزداد سعادتى بما لقيته من ترحاب خلال الزيارة، بما فى ذلك تكريمى فى هذه الجامعة المتميزة بدرجة الدكتوراه الفخرية، وهى لفتة إن دلت على شىء فإنما تدل على التقدير المتبادل بين بلدينا وشعبينا، وهو أمر يرجع لعقود طويلة من التفاعل والتفاهم بين البلدين على المستويين الرسمى والشعبى».
وأضاف: «من المؤكد أن هذه اللفتة الكريمة من جامعتكم المتميزة تأتى فى سياق علاقات التعاون التعليمى والثقافى بين البلدين، حيث وقعنا فى شهر أبريل الماضى على البرنامج التنفيذى للتعاون فى هذه المجالات، بما يتضمن تشجيع التبادل العلمى بين الجانبين، لا سيما من خلال استقبال مصر لخبراء المجر فى مجال الآثار وعلم المصريات والمهتمين بتعلم اللغة والثقافة العربية، بالإضافة إلى تقديم مائة منحة من حكومة المجر الصديقة للطلبة المصريين لدراسة الزراعة والهندسة والاقتصاد والعلوم الطبيعية، سواء للحصول على المؤهل الجامعى أو للدراسات العليا للحصول على الماجستير والدكتوراه».
ودعا «السيسى» المجتمع العلمى فى كل من مصر والمجر إلى الاهتمام بتكثيف هذا التعاون وتحقيق أقصى استفادة ممكنة منه خلال الأعوام المقبلة، بما يحقق لبلدينا المزيد من التقارب فى مجال التعليم والثقافة، وهو المجال الذى يعتبر من أهم أشكال التعاون والتفاهم بين الشعوب بما له من أثر طويل المدى، معرباً عن أمله أن تشهد السنوات المقبلة اهتماماً أكبر بالتعاون بين البلدين فى مجال التعليم الفنى والمهنى الذى أثبتت تجارب الدول المتقدمة أنه لا يقل أهمية بأى حال من الأحوال عن التعليم الجامعى، وللمجر فى هذا المجال تجاربها الناجحة التى نأمل أن تكون أفقاً جديداً من آفاق التعاون بين البلدين، لا سيما فى إطار الأولوية التى تمنحها مصر للتعليم الفنى كأحد المكونات الحيوية للتطور الصناعى والتنمية الاقتصادية.