برفقة مئات الحراس.. العاهل السعودي يقضي "عطلة" في "ريفيرا" الفرنسية
يأمل "جيران" العاهل السعودي، الذي يمضي عطلة الصيف في "ريفييرا" الفرنسية، الاستفادة من حاشيته كبيرة العدد رغم إغلاق الشاطئ أمام الجمهور والأشغال المثيرة للجدل بشأن ممتلكاته.
ولا شيء يوحي بوصول الملك سلمان بن عبدالعزيز، برفقة حاشية ضخمة تضم المئات السبت الماضي، إلى قصر فخم للعائلة المالكة في فالوريس جولف جوان على الكوت دازور، في جنوب شرق فرنسا.
الحضور الأمني خفي نسبيا، فهناك سيارة شرطة واحدة عند المدخل الرئيسي في حين يتولى حرس خاص الأمن داخل المكان، الذي يمتد مئات الأمتار بمحاذاة البحر الأبيض المتوسط.
وفي مكان غير بعيد، تحرس سيارة شرطة مدخل الشاطئ العام "لا ميراندول"، الذي يمكن رؤيته من نوافذ القصر السعودي.
كانت سلطات المحافظة، أصدرت قرارا يمنع الدخول وحركة المرور في المجال العام البحري والاستحمام أمام مقر إقامة ملك المملكة العربية السعودية.
في عرض البحر على بعد عشرات الأمتار من الشاطئ، يتولى زورقان للدرك ضمان عدم تسلل أي قارب إلى الشريط الساحلي الممتد على مسافة 300 متر يحظر فيه أي تحرك خلال إقامة الملك.
وبعد الجدل الذي أثير في الأسابيع الأخيرة، يبدو أن سكان الشاطئ الخاص غيروا موقفهم في نهاية المطاف.
قال توني، صاحب شقة في مبنى سكني مجاور، إن إغلاق الشاطئ يزعجني قليلا ليس أكثر من ذلك، مضيفا "أنا على استعداد للتضحية براحتي الشخصية لأن الملك من الزبائن الجيدين لفرنسا".
"وفي المبنى السكني يشكو كثيرون من الوضع"، بحسب توني، ومع ذلك، فإن الشقيقتين كلثوم وجو تقللان من شأن ذلك قائلتين "ما هو حجم المضايقات الصغيرة مقارنة مع الإيرادات المكتسبة؟ وجود الملك لا يزعجنا على الإطلاق".
وأضافتا "طوال ثلاثة أسابيع، كان هناك كم هائل من شاحنات مخازن الأجهزة المنزلية والمهندسين المعماريين ومصممي المساحات الخضراء والزهور، أو حتى الخادمات. عليك أن تشاهد طوابير الانتظار أمام محلات هيرميس أو شانيل في كان".
لم يمض العاهل الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي حكم من 2005 حتى وفاته مطلع العام الحالي، أي عطلة في هذه الفيلا الفخمة لكن الملك الجديد يحيي تقليدا بداه الملك فهد الذي كان يقيم هنا بانتظام.
وقرب القصر، ينتظر سائقون سيارات ألمانية فاخرة مع زجاج داكن زوار الملك الواصلين من مدينة كان.
ويؤكد هؤلاء حجز 400 من هذه السيارات الفخمة لمدة شهر لتأمين تحركات مجموعة من أفراد العائلة المالكة، وأصدقاء الملك، ومسؤولين عسكريين وغيرهم.
قال أيمن، إنهم يطلبون منا نقلهم إلى المطعم، أو زيارة سان تروبيه وموناكو ونيس، أو الفيلات في المنطقة، لأنهم يبحثون عن عقارات لشرائها.
كما يقول أحد زملائه، "يجب تفهم هذه التدابير الأمنية، فالسعودية بلد في حالة حرب مع (داعش)، إذا استقبلناهم بشكل سيء سيذهبون إلى حيث تفرش لهم السجادة الحمراء".
لكن جان نويل فالكو من المعارضة المحلية ومطلق عريضة على الإنترنت جمعت أكثر من 120 ألف توقيع لا يوافق على ذلك ويعارض "خصخصة" الشاطئ.
وقال إن السعوديين هم موضع ترحيب في فرنسا طالما أنهم يحترمون القانون الفرنسي، لكنه انتقد الامتيازات الممنوحة للوفد الملكي، وأضاف "أين سنذهب إذا كان الأغنياء والأقوياء لا يحترمون القانون بذريعة أنهم ينفقون المال".
والأحد، نشرت عريضة مضادة على الإنترنت، تدعو إلى دعم السعوديين لأسباب واضحة بينها أمن الدولة والعائدات الاقتصادية.