اختفى بعد الغزو الأمريكي لأفغانستان.. الملا عمر "الميت الحي"
كانت الدراجة البخارية التي تقل الملا عمر وشقيق زوجته، تشق طريقها بعيدًا عن مدينة قندهار التي كان يتحصن بها زعيم حركة "طالبان"، تاركًا خلفه فوضى ومبان متهالكة، ليختفي بعد سيطرة الجيش الأمريكي التامة على أفغانستان، ولا يعرف عنه أحد شيء منذ عام 2001 وحتى الآن، سوى البيانات التي تنسب له من وقت لآخر، والأنباء التي تتوارد عن وفاته والتي تنفيها دائمًا الحركة.
في تحقيق أجرته مجلة "نيوزويك" في العام 2010، نقلت عن أحد أتباع الملا عمر قوله إنه شاهد شريط فيديو يظهر الملا عمر من على مسافة بعيدة وهو يطلق الرصاص من بندقيته الكلاشينكوف، لكن لا أحد من أنصاره يذكر عدد المرات التي ظهر فيها الملا عمر طوال السنوات التسع الماضية ليظل ما يحيط بمصيره "شائعات متضاربة" بعضها يؤكد وجوده والبعض الآخر يؤكد وفاته، لكن بحسب "النيوزويك"، فإن الغالبية العظمى من قاعدة الأعضاء المقاتلين في الحركة مقتنعون أن الملا عمر مازال على قيد الحياة ومازال يقود الحركة وجزء أساسي من هذا الاقتناع سببه أن قادة الحركة أنفسهم حريصون على بقاء أسطورته حية وإذا ما تهور أحد وادعى موت الملا عمر فإنه حتمًا سيتهم بالجاسوسية أو فقدان الإيمان.
في العام 2006، أجرت الحكومة الأفغانية تحقيقًا بشأن تقارير إعلامية تحدثت عن وفاة زعيم حركة "طالبان" الأفغانية، الملا محمد عمر، لكن الحركة لم تعلق على هذه المزاعم إلا من خلال بيانات صادرة من الملا عمر، تدل على أنه لا يزال على قيد الحياة، ولم يمت.
لكن الحركة اضطرت إلى نفى شائعة أخرى حول وفاة الملا عمر في يوليو 2011، عندما أعلنت أن موقعها الإلكتروني وهواتفها تعرضت إلى قرصنة، بعد استلام عدد من وسائل الإعلام رسائل نصية تفيد بمقتل الملا عمر، إلا أن الناطق باسم الحركة وقتها "ذبيح الله مجاهد"، أعلن أن الملا عمر على قيد الحياة، نافيًا تلك الشائعات التي طالت زعيم الحركة، والتي استندت إلى مصادر أفغانية مسؤولة رجحت وفاته.
ويأتي تأكيد جهاز المخابرات الافغاني، أن زعيم حركة طالبان، الملا محمد عمر، مات قبل سنتين، فيما نقلت مواقع أجنبية عن حركة "طالبان" نفيها لوفاة الملا عمر، استكمالًا لغموض مصير زعيم الحركة الذي توارى عن الأنظار منذ عام 2001، لكن تأكيد الناطق باسم المخابرات الأفغانية حسيب صديقي، أن الملا عمر توفي في مستشفى بكراتشي في أبريل 2013 في ظروف غامضة"، وتعليق البيت الأبيض الذي جاء على لسان الناطق باسمه اريك شوليتز، يؤكد "مصداقية" التقارير بشأن وفاة الملا عمر، ليدعم المعلومات المتوافرة هذه المرة حول مقتل زعيم الحركة أخيرًا.