بروفايل| ماجدة الرومى.. «ملاك الطرب» تحصد جائزة المرأة العربية
بروفايل| ماجدة الرومى.. «ملاك الطرب» تحصد جائزة المرأة العربية
ماجدة الرومي
تخطو بثبات نحو الميكروفون، لتطل على المسرح كـ«بنت السلطان»، وتعلو وجهها ابتسامة هى «نبع الصفاء» تهديها لجمهورها، الذى يتأهب بسعادة وإنصات شديد لسماع صوتها العذب، فهى «امرأة يغار منها النهار»، لتشدو بـ«كلمات ليست كالكلمات»، كقديسة احترفت فن التعبد فى قلوب الدراويش، تمكنت منها موهبة الغناء التى «اعتزلت الغرام» من أجلها، وأتقنتها كطبيعة راسخة بها لتنسجم مع الجمهور فى سيمفونية موسيقية قادمة من العصور الوسطى، صانعة تاريخ «المرأة العربية». بفستان ذهبى، المطعّم بهدوئها ورصانتها المعروفة، وبشعرها الناعم القصير المعهود، تسلمت الفنانة ماجدة الرومى جائزة المرأة العربية لعام 2015 فى لندن؛ لعطاءاتها الفنية والإنسانية، ولكونها مثالاً مشرفاً للمرأة العربية، من بين العديد من العربيات المتميزات فى مجالاتهن المختلفة، كالكاتبة الجزائرية أحلام مستغانمى، والممثلة المصرية يسرا، ووزيرة الثقافة البحرينية، مى بنت محمد آل خليفة، والعداءة التونسية حبيبة الغريبى، وعالمة الفلك المغربية مريم شديد، والشيخة حصة آل الصباح، وسيدة الأعمال القطرية عائشة الفردان، لتهدى الجائزة إلى «شعوب الشرق الأوسط المتألمة»، معربة عن سعادتها الشديدة بذلك التكريم.
وسط أسرة فنية ولدت «الرومى» فى 13 ديسمبر 1956، بكفر شيما فى لبنان، فوالدها الموسيقار الشهير حليم الرومى، الذى قدم فيروز للأخوين رحبانى، والمعروف بمقطوعاته العذبة، إلا أنه لم يرغب فى أن تدخل ابنته لعالم الغناء فى بادئ الأمر، ولكنه سرعان ما وافق بعد أن أبهرت لجنة تحكيم برنامج «استوديو الفن» وهى فى سن الثامنة عشرة، بغنائها المبهج لأغنية «أنا قلبى دليلى»، لتحصد المركز الأول فى المسابقة بعد جولات وأيام طويلة، وتسجل بها أولى خطواتها التى أهلتها فيما بعد لتكون «سيدة بيروت» و«أنشودة السلام».
«عم بحلمك يا حلم يا لبنان».. كانت أولى أغانيها التى أطلقتها عام 1975، لتلتقطها أذن وذهن المخرج العالمى يوسف شاهين، ليجعلها تسجل فى نفس العام مكانها بالسينما المصرية فى دورها بفيلمها الوحيد «عودة الابن الضال»، لتنطلق فيما بعد بأولى أسطواناتها فى عام 1980، إلى عالم الشهرة من خلال إطلالاتها المتعددة فى الحفلات والمهرجانات والمناسبات. من بين فئة صغيرة، داعبت ومزجت اللغة العربية مع العامية فى أغانيها الراقية ذات الكلمات المنمقة وألحانها الرقيقة، الأمر الذى يعدّ إحدى أيقونات نجاحها، ومكنها منه صوتها الدافئ الجهورى. نأت «ملاك الطرب العربى» بحياتها الشخصية بعيداً عن الإعلام واللقاءات التليفزيونية العديدة، لتعدّ حواراتها الصحفية على أصابع اليدين، إلا أنها لم تغفل الحصول على شهادة البكالوريوس فى الأدب العربى من الجامعة اللبنانية، أو تهمل حياتها كامرأة لتتزوج من رجل الأعمال اللبنانى أنطوان دفونى وتنجب له «هلا ونور دفونى». بترنيمة «طوبى للساعين للسلام، فإنهم أبناء الله يدعون»، حلقت «الرومى» أمام الآلاف فى استقبالها لبابا الفاتيكان بنديكتوس السادس عشر، خلال زيارته التاريخية للبنان، لتحمل رسالة سلام حانية من خلال مبادراتها الإنسانية بتبرعها المالى عن عائدات إصدارها الأول من ألبومها الجديد «غزل» لتمويل دراسة الطلاب المحتاجين فى بيروت، فضلاً عن إطلاقها حملة «الناس الموجوعين»، لتكون سفيرة الإنسانية بالشرق الأوسط.