«معاريف» تضع سيناريو «حرب جديدة» بين مصر وإسرائيل
«معاريف» تضع سيناريو «حرب جديدة» بين مصر وإسرائيل
صورة من التقرير الذى نشرته صحيفة «معاريف» الإسرائيلية
وضعت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية، فى تقرير نشرته أمس، سيناريو تخيّلياً لاندلاع حرب جديدة بين إسرائيل ومصر على أرض سيناء المصرية. وهاجمت «معاريف» الجيش الإسرائيلى بسبب تجاهله ما سمّته بـ«أدلة وإشارات على استعداد مصر للمعارك المقبلة»، مؤكدة أن «الجيش الإسرائيلى لن يتعظ حتى يستيقظ من جديد على غرار ما حدث فى حرب 1973، على اندلاع شرارة الحرب فى سيناء»، لافتة إلى أن «خبراء استراتيجيين وعسكريين إسرائيليين يحذّرون من أن السلام البارد مع مصر سيتحول إلى صراع ساخن وعنيف».
باحث إسرائيلى: القاهرة ستُبادر بالحرب للتخلص من أزمة داخلية أو تعاطفاً مع الفلسطينيين
وأشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى أنه فى أوساط الخبراء العسكريين الذين يتعقّبون ويراقبون ما يجرى فى سيناء بشكل مكثف، فإن «هناك خبراء يربطون بين التدريبات والمناورات التى تجريها القوات المصرية فى سيناء بالماضى المشحون بين البلدين، وهو ما جعل لديهم أسباباً كثيرة للقلق، حيث يؤكد هؤلاء الخبراء أن الشعب المصرى لم ينسَ يوماً كرهه الكبير للدولة الصهيونية». وتابعت «معاريف»: «قبل كل شىء، فإن مصر هى موطن مولد الحركة القومية الفلسطينية، وموطن مولد جماعة الإخوان المسلمين، وهو ما يعنى أن ما يجرى فى سيناء حالياً يثير احتمالات تُهدد إسرائيل، وإن لم يكن التهديد لحظياً فى الفترة الحالية، فإنه سيكون على المدى الطويل».
ونقلت «معاريف» عن البروفيسور إيهود عيلام، الباحث بوزارة الدفاع الإسرائيلية سابقاً، قوله إنه «فى ظروف محدّدة ومعينة قد تندلع الأزمة، وربما حتى الصراع من نوع ما بين إسرائيل ومصر على أرض سيناء، ففى السنوات الأخيرة مكّنت إسرائيل السلطات المصرية من تجاوز بعض البنود فى اتفاقية السلام وإدخال قوات إلى شبه الجزيرة المصرية، وإذا واصلت السلطات المصرية تعزيز قواتها بشكل كبير فى سيناء دون موافقة إسرائيل، فإن هذا الأمر قد يتسبّب فى إثارة مناوشات بين البلدين».
وحسب العقيد احتياط ديقيل دليتشكى، رئيس الفرقة الأولى بشعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية «آمان»، والمسئول عن مراقبة الوضع فى سيناء، فإن «مصر تستعد فى الوقت الحالى لحرب مع إسرائيل، فقواتها التى دخلت سيناء ليس هدفها الوحيد مواجهة تنظيم داعش الإرهابى، وإنما نشر قوات وتعزيزات ضخمة فى سيناء، بهدف استخدامها كنقطة انطلاق للهجوم على إسرائيل». وأضاف «دليتشكى»: «ليس لدىّ أدنى شك فى أن المصريين سيفعلون كل ما فى وسعهم، لانتهاك ما تبقّى من بنود فى اتفاقية السلام، فالعقيدة المصرية ليست دفاعية، وإنما هجومية، حيث كانت اتفاقية السلام تسمح بالإبقاء على قوات محدودة فقط فى سيناء، بينما الآن بات لديهم جيش كامل فى شبه الجزيرة».
وعن الظروف التى ستنشب فيها الحرب بين إسرائيل ومصر، قال «عيلام» فى كتابه تحت عنوان «الحرب المقبلة بين مصر وإسرائيل»: إنه «بعد عشرات السنوات من السلام يمكن أن تندلع حرب قوية بين الجانبين، وعلى إسرائيل أن تستعد جيداً لتلك المعركة التى ستكون معركة قوية وعنيفة لم نشهد مثلها منذ حرب أكتوبر 1973، فهى ستكون حرب جيش فى مواجهة جيش، وليست حرب شوارع كما اعتدنا فى السنوات الأخيرة». وقالت «معاريف»: «بشكل أو بآخر، علينا الإقرار بعدم وجود مبرر لاحتمالات اندلاع هذه الحرب، فالعلاقات بين مصر وإسرائيل حالياً تسير على نهج جيد إلى حد ما، كما أن المصريين منشغلون فى الحرب ضد (داعش)، لكن ليس هناك مانع من أن تتغير الأمور فى المستقبل القريب، فلا يوجد شخص حالياً قادر على الجزم بأن مصر لن تُغير وجهتها قريباً وبسرعة».
مستشار بأكاديمية ناصر: تحليلات غير منطقية لأن عقيدتنا دفاعية وليست هجومية
وأشارت «معاريف» إلى أن «عيلام» وضع فى كتابه سلسلة من السيناريوهات المفترضة لاندلاع الحرب، فربما تكون تلك الحرب نتيجة نزاع داخلى فى مصر، فعلى سبيل المثال قد تُقرر السلطات المصرية أن الطريق الوحيد للوصول إلى الوحدة الوطنية داخل مصر ووقف حالة الانقسام هو الدخول فى حالة حرب مع العدو التقليدى الخارجى.
وتابع «عيلام»: «وهناك احتمال آخر لتلك الحرب، حيث إن المصريين لديهم حالة تعاطف واسعة مع الفلسطينيين، وفى حالة اندلاع صدام مباشر بين الفلسطينيين والإسرائيليين، فإن الشعب المصرى سيُطالب قيادته بالتدخُّل، وقد يكون هذا التدخل من خلال الوسائل الدبلوماسية العادية، وربما يتطور الأمر حتى يصل إلى إلغاء اتفاقية السلام، وربما ما هو أسوأ من ذلك».
وقال «عيلام» إنه «يجب وضع فرضية أن من سيبدأ الحرب هو مصر، من خلال استخدام عنصر المفاجأة كما حدث فى حرب أكتوبر، حيث إن المصريين لديهم الآن مئات الصواريخ القادرة على إصابة مواقع رئيسية وأهداف أساسية فى إسرائيل، وقد تستخدم مصر تلك الصواريخ لشن ضربة قاسية ضد قاعدة لسلاح الجو الإسرائيلى، وربما تشن هجوماً مفاجئاً على مستوى جوى، ومن خلال الصواريخ قصيرة وطويلة المدى، والمدفعية والسفن الحربية». وتابع: «وقتها، ستحاول القوات الخاصة المصرية التسلل إلى المطارات الإسرائيلية، بهدف إنزال أضرار فادحة بطائرات العدو، من خلال تدمير الطائرات على الأرض وقتل عناصر سلاح الجو الإسرائيلى، وهى العقيدة التى يتبنّاها الجيش الأمريكى فى حروبه، التى تم غرسها فى أفراد الجيش المصرى من خلال التدريبات التى خضعوا لها على أيدى الجيش الأمريكى».
وعلق اللواء طيار أركان حرب هشام الحلبى، مستشار أكاديمية ناصر العسكرية عضو المجلس المصرى للشئون الخارجية، بأن هذا التقرير العسكرى بعيد تماماً عن أسس التحليلات والتقارير الاستراتيجية وغير منطقى على الإطلاق، لأن التحليلات الاستراتيجية لا بد أن تستند إلى وقائع تاريخية أو أحداث فعلية، وخلال التاريخ لم تكن أبداً العقيدة العسكرية المصرية عقيدة هجومية، بل هى عقيدة دفاعية عن أراضيها، ولم يثبت طوال التاريخ أن مصر وجيشها اعتدى على أىٍّ من دول الجوار، وبالتالى هذا التقرير لا يُؤخذ به على الإطلاق، بل إن إسرائيل هى التى تنتهج العقيدة الهجومية، والدليل عدوان 1956، وما قبله من اعتداءات طوال تاريخها.
وأكد «الحلبى» أن القوات الموجودة فى سيناء تكافح الإرهاب فقط، ومهمتها واضحة تماماً أمام العيان والعالم بأسره، كما أن مصر خلال التاريخ، تحترم مواثيقها، ورغم تعدّد رؤساء مصر على اتفاقية السلام، فإنه لم يتم خرقها منذ أيام «السادات».