لم تعُقه العقبات التى واجهته على مدى سنوات حياته، لم ييأس رغم اعتقاله، استمر بالغناء، وفى حقل الفن زرع كلمات وألحاناً سقاها بدعوته للحرية، ما بين شعر وأغانٍ
لم يكن لديها إرادة حينها، فقط الأقدار هى التى ألقتها وإخوتها إلى الجحيم فى سوريا، لم تكن لها يد فى أى من مراحل حياتها، والأمواج تتقاذفها من محطة إلى أخرى
داخل خيمة زرقاء لا تتجاوز بضعة أمتار مربعة فى مخيم عين عيسى، تجلس خولة طه المصطفى، 25 عاماً، وسط صراخ أطفالها، الذين أنجبتهم من داعشى باكستانى تزوجته
هى أكثر النساء اختلافاً فى المخيم الذى يضم عشرات العائلات الداعشية، فى «عين عيسى» بمحافظة الرقة، تختلف بزيها الملون ونشاطاتها داخل المخيم لترتيبه وتنظيفه
لم يقتنعن بسقوط الراية السوداء، فهى ما زالت تلوّح فى الأفق، يحلمن بها ويرتدينها ويتخفين خلفها، حتى فى داخل سجنهن ما زلن يفكرن بالنصر والدولة والحكم والشريعة
لأنها تقع فى أقصى الشمال، فقد حرمت لعقود من افتتاح المعاهد التعليمية العالية والمدارس والجامعات، أهلها يرون أنهم حرموا من كل هذه الخدمات لأنهم «أكراد»
تعرضت مدينة «كوبانى» لتدمير 80% من بناياتها وعانت محنة قاسية خلال الحرب حتى بعد خروج مقاتلى التنظيم الإرهابى «داعش» منها، فقد ترك الإرهابيون وراءهم دماراً كاملا
هنا «كوبانى».. التى شهدت أكبر «حمام دم» فى الشمال السورى وأكبر جريمة مكتملة الأركان ارتكبها مقاتلو تنظيم «داعش» الإرهابى على هذه الأرض المنبسطة
«فى الحقيقة إننى أقول عنها شخصية ضائعة، فلماذا المرأة فى راهننا غير معروفة؟، ولماذا تقول نعم لكل شىء؟، إذ إنَّ تنظيم العلاقات هنا لا يتم بناءً على رغبة أحد
تحت اسم «غصن الزيتون» أقلعت الطائرات والمروحيات، وانطلقت المركبات والدبابات، وسارعت المجنزرات، ودكت المدافع قذائفها وأطلقت البنادق طلقاتها وأفرغت خزناتها
حياة هادئة.. زروع وثمار وسهول منبسطة وتلال خضراء، وبيوت آمنة وأناس يضحكون.. لم تغلق «عفرين» بابها أمام النازحين إليها، حتى إنها استقبلت خلال الأزمات السورية
لم تكن قرية «تل نصرى»، الواقعة فى محافظة الحسكة، هى التى استقبلت النازحين من مدينة «عفرين» وحدها، فقد كانت مدينة كوبانى، شمال سوريا، التى تبعد عن «عفرين»
«جثة ملقاة على الأرض، ونحو 10 مقاتلين ملتفون حولها، يرفع أحدهم يده ويقول (والله بدل كل شهيد ألف)، وتبدو الجثة أوضح أنها لفتاة».. مشهد قامت الدنيا له ولم تقعد
فى عام 1998 كان بالفرقة الرابعة المدرعة بالجيش السورى، يعمل مع ماهر الأسد -شقيق الرئيس السورى بشار الأسد- لكنه أنهى خدمته العسكرية بعد عام ونصف العام
بدأت الشمس فى الشروق فكانت سيارتنا تقطع الطريق الطويل الذى يمتد لـ350 كيلومتراً تقريباً للوصول من مدينة قامشلى فى الشمال السورى قرب الحدود التركية
بعد أن هزمت تركيا قوات سوريا الديمقراطية فى مدينة عفرين فى 18 مارس الماضى، فى حرب «غصن الزيتون»، هدد الرئيس التركى رجب طيب أردوغان باجتياح مدينة منبج
اتجهنا نحو مقر فريق الاستجابة الأولية التابع لمجلس الرقة المدنى، كنا قد عزمنا على معايشة أوضاعهم والحصول على معلومات بشأن مهامهم الكثيرة فى المدينة التى دمر 90%
فى مدينة الرقة نكشف ما عاشه الأهالى من أيام قاسية خلال الحرب، لم نكن نبحث فى هذه الجولة عن الخراب الذى حل بالبنايات المفجرة، بل أردنا أن ندخل فى نفوس ساكنيها
هنا فى «الرقة» السورية جاءوا وكانوا يحملون أعلاماً سوداء، لا أحد يعرفهم، فقط رأوا من يحمل أعلاماً محفوراً عليها «لا إله إلا الله محمد رسول الله»
الموت سهل، والابتسامة ثمنها الذبح حتى ولو كانت لطفل.. يلهو الصغير وهو يهش على غنمه فى صحراء واسعة ثم يشاهد طلائع قوات سوريا الديمقراطية على حدود بلدته