الموظف العربى يعمل 18 دقيقة يومياً.. والمصرى «أقصى حاجة عنده نص ساعة»

أحمد حسام ومحمد مجدى
دعوات بلا حصر لإتقان العمل، لكنها تبقى «طموحات»، فالوضع مخيف على الأرض لدى العاملين الذين يتفننون فى إضاعة الوقت خلال ساعات العمل الرسمية، فيما يكونون متعجلين فقط على ترك بصمتهم فى ماكينة الحضور تجنباً للخصم.. لذا ظهر مصطلح «مدام عفاف»، الذى ابتكره المصريون للتعبير عن الموظف الذى يتقن التهرب من أداء وظيفته، 6 ملايين موظف من عينة «عفاف» فى دولة العراق، يعملون 10 دقائق يومياً فقط من إجمالى عدد ساعات العمل، الوضع نفسه فى تونس، وكل البلاد العربية تقريباً، بحسب دراسة أعدها اتحاد تنمية الموارد البشرية فى مصر، أنّ معدل إنتاجية الموظف الحكومى العربى يتراوح بين 18 و25 دقيقة يومياً، ولا تختلف الصورة فى مصر، ففى دراسة أعدتها الدكتور آية ماهر، أستاذ الموارد البشرية بالجامعة الأمريكية، تبين أن الموظف المصرى يعمل نصف ساعة من إجمالى 7 ساعات، رغم حصول 95% من الموظفين على امتياز فى تقاريرهم السرية، كما أن 37% من الموظفين فى مصر يكرهون أماكن عملهم، ما لم تكن النسبة أكثر بكثير.
تجربة «حسام» مع «مدام عفاف»: «التزويغ» أسلوب موظفين
أحمد حسام لم يبلغ العشرين من عمره، إلا أن تجاربه مع «مدام عفاف» بدأت مبكراً للغاية: «مدام عفاف كتير أوى، فى لجنة الامتحانات تسيب المراقبة وتتكلم فى التليفون مع جارتها شوية ومع جوزها شوية عشان تطمنه عاملة أكل إيه، فى شئون الطلبة تنشف ريقنا مرواح ومجى، كل تفكيرها فى الإجازة والعيال والمصيف والكولمان اللى هاتخدوا معاها»، يجزم الشاب أن هذه الشخصية ليست امرأة دائماً، فهى رجل ممكن تقابله فى أى مصلحة أو مؤسسة تقدم خدمة. وأضاف أن كثيراً من العاملين ينتهج أسلوب «عفاف»، ولا يبالون بضياع الوقت الذى إذا أحسنوا استخدامه، لاستفاد العشرات، وربما المئات من الخدمة التى يقدمونها، لكنهم اعتادوا التهرب من أداء وظيفتهم، الأمر الذى ينعكس بالسلب على المواطنين الراغبين فى الحصول على الخدمة، وفى النهاية قد يغادرون بلا عودة تاركين الخدمات التى كانوا يرغبون فى الحصول عليها، بسبب عامل أو موظف «مزوغ» من الشغل.
المأساة لا تقتصر على المؤسسات الحكومية، تمتد للخاصة أيضاً، محمد مجدى، مصمم مواقع أراد فتح شركته الخاصة فى مجال البرمجة، ليكتشف أن أوقات الموظفين العاملين معه تضيع داخل مواقع التواصل الاجتماعى، ويقول: «قررت حظر مواقع التواصل بأنواعها على أجهزة الشركة، زيها زى المواقع الإباحية»، قرار توصل له عقب تجربة طويلة: «الموظف عادة بيكون عاوز يعمل الشغل اللى وراه ويروح بيتهم، مالوش دعوة بتطوير أو ابتكار».