بروفايل:محمد عطا محافظ بدرجة «محلل»
كلما مر يوم على أبناء الإسكندرية زاد تعجبهم حول أسباب اختيار محافظ للعاصمة الثانية لا يعرف عنها شيئاً ولا يملك أى حلول لأزماتها، يتركها فى نهاية الأسبوع ليعود إلى بلده فى راحته الأسبوعية كى يقضى إجازته وسط أسرته بينما يتقاتل الآلاف فى ساحة القائد إبراهيم، محافظ لا يملك القدرة على إيجاد حلول فعلية للمشكلات التى تعانى منها المدينة التى تتساقط عقاراتها واحداً تلو الآخر ولا أحد يتحرك.
ربما كان على المستشار محمد عطا عباس، محافظ الإسكندرية، أن يستمع لآخر تصريح أدلى به سابقه الدكتور أسامة الفولى، قبل تقدمه باستقالته 4 مرات، حين شعر بجسامة المسئولية، فقال: «المحافظ لو مش عارف يعمل حاجة.. يقعد يعمل إيه هى مش كراسى وخلاص».
عُيّن عطا محافظاً للإسكندرية، فى سبتمبر ٢٠١٢ خلفاً للدكتور أسامة الفولى، والذى واجه العديد من الانتقادات خلال توليه المنصب، لكن عطا لم يأت بجديد لحل مشكلات الإسكندرية.
يرى العديد من نشطاء الإسكندرية أن عطا الحاصل على ليسانس الشريعة والقانون عام 1973م من جامعة الأزهر، لم يأت للإسكندرية سوى ليكون «محللاً» لنائبه الدكتور حسن البرنس، القيادى الإخوانى، والذى عين بقرار جمهورى فى أكتوبر ٢٠١٢، وذلك عقب زيارة للرئيس للمحافظة. وربما أسهم فى تعميق هذا الشعور لدى السكندريين الهالة الإعلامية التى أحاطت بالبرنس فور توليه المنصب.
الغياب التام للمحافظ عن أحداث العنف التى تكررت مشاهدها أكثر من مرة فى عهده بالإسكندرية، أثار العديد من علامات الاستفهام حول موقفه، فلم يعلق مرة على أحداث العنف أمام القائد إبراهيم والتى أسفرت عن إصابة أكثر من مائة شخص، كما استمر هذا الغياب فى أحداث المجلس المحلى، وسيدى جابر، وغيرها من الأحداث التى كان آخرها اقتحام محكمة الإسكندرية الابتدائية عقب تنحى محكمة الجنايات عن النظر فى دعوى قتل المتظاهرين.
تسلم عطا قيادة الإسكندرية وبها أكثر من 35 عقاراً صدرت لها قرارات إزالة لم تنفذ، وظلت تلك القرارات داخل الأدراج ولم يحرك ساكناً حتى سقط عقار «المعمورة» ليقضى على أرواح 26 ضحية من سكانه مع مطلع الفجر، وتزايدت الانتقادات لعطا حين غرقت الإسكندرية خلال نوة رأس السنة، مما كشف مدى ضعف شبكة الصرف الصحى وتهالك البنية التحتية للمحافظة، وقام المئات بقطع الطرق واقتحام مقر شركة الصرف الصحى غضباً من إغراق المياه لمنازلهم، وسط استمرار لعجز المحافظة عن حل الأزمة.