محيط قصر القبة.. جغرافيا جديدة تفاجيء الأمن والمتظاهرين بمواجهات أكثر تعقيدًا وعنفًا
نافورة مياه كبيرة أمام باب القصر محاطة بسور كبير، وبالبداخل حديقة بطول السورن تسلقها المتظاهرين لمباغتة قوات الأمن الحجارة والمولوتوف، وثلاث حدائق يحيطهم سور حديدي أخر، وخمس جبهات في الاشتباكات بين الأمن والمتظاهرين أمام القصر.
الجغرافيا الفريدة لمحيط قصر القبة، زادت من حدة وتعقيد المواجهات التي اندلعت بين الأمن والمتظاهرين في تمام السابعة والنصف في جمعة "كش ملك" لمطاردة مرسي في قصوره الرئاسية، وجاء محيط قصر القبة مختلفًا عن المواقع التي اعتاد عليها المتظاهرين في مواجهة قوات الأمن، فاتسمت هذه المرة بالمراوغة والمباغتة والمناورة.. الجبهات كثيرة وفي بعضها ظلام دامس، وشجيرات قصيرة يختبئ خلفها المتظاهرين من "بلي" الخرطوش، حتى كوبري القبة استخدمه المتظاهرين لاستفزاز الأمن وجرهم إلى محيط أوسع للاشتباكات وكل ذلك زاد من تعقيد مسار مدرعات الشرطة وضاعف وقت مطاردة المتظاهرين.
"المكان هنا حلو أوي عن قصر الاتحادية، تقدر تفاجأ الأمن وتضربه من كل حته".. هكذا كان يقول متظاهر لأخر وهما يختبئان خلف شجيرات قصيرة، لا تبعد عن مصفحة الشرطة إلا بأمتار قليلة، ليقوم بعدها بالوقوف وإلقاء المولوتوف على سيارة الشرطة التي تعود إلى الخلف سريعًا حيث باب القصر، ومن هناك تطلق المسيل للدموع، وعندما تقترب سيارة الشرطة، ويصوب الأمن فوهة بندقيته على المتظاهرين ويطلق الخرطوش، يسقط الجميع أرضًا اختباءً خلف شجيرات كثيفة تنتشر على أرض الحديقة الوسطى بميدان القبة.
لم تجد مدرعات الشرطة إلا أن تصعد فوق كوبري القبة، الذي احتشد فوقه مئات المتظاهرين، يرشقونهم بالحجارة، ولم يكن يعلم سائقوها أنهم يدخلون "المصيدة"، فسرعان ما أغلق خلفهم المتظاهرون الكوبري بالحواجز الحديدية وإطارات السيارات المحترقة، لتزداد حدة المواجهات، وتطلق المدرعات وابلًا من القنابل المسيلة للدموع، التي وصلت إلى بنايات الميدان ومحاله التجارية التي أغلقت أبوابها في وجه زبائنها، وتحركت المدرعات فوق الكوبري في حالة من الهياج كأسد ثأر بعد وقوعه في الفقص.
استمرت الاشتباكات والمباغتات بين المتظاهرين وقوات الأمن، التي اختبئت داخل المدرعات ورفضت الترجل على أرض الميدان، تفاديًا للإصابات وعمليات الخطف والقبض التي يتناوبها الطرفين "الأمن والمتظاهرين" كما كان في أحداث سيمون بوليفار على خلفية الاحتجاجات على الفيلم المسيء للرسول، وساد الهدوء على محيط الميدان بعد منتصف الليل ليكتشف الطرفان موقع جديد للاشتباكات، ربما سيحاول كل منهما وضع خططه لاشتباكات مستقبلية، كما حدث مع موقع قصر الاتحادية.