حملات شعبية للكشف عن الفساد بأمر المسئولين: جعلونى «رقيباً»
المواطن يطالب بالكشف عن الفساد فى القطاعات المختلفة
مواطن بدرجة رقيب، هو ما يسعى إليه المسئولون بشكل غير مباشر فى الفترة الأخيرة، من خلال مطالبة المواطنين فى تصريحاتهم المختلفة، بالكشف عمن يسرق التيار، ومن يتعدى على أملاك الدولة، ومن يمارس الفساد فى القطاعات المختلفة، ولعل صفحات المواطنين على مواقع التواصل الاجتماعى وأرقام الوزارات والهيئات أحد منافذ الإبلاغ عن الفساد فى المجتمع بشكل تطوعى.
«اليمانى» طالب بالإبلاغ عن حالات سرقة التيار الكهربائى.. و«المناسترلى» أكد أن بلاغات المواطنين تكشف مصانع بير السلم.. و«الديب» ترى أن السلبية واللامبالاة آفة المصريين
الدكتور محمد اليمانى، المتحدث الرسمى باسم وزارة الكهرباء، طالب المواطنين بالإبلاغ عن حالات سرقة التيار فى تصريحات سابقة، وكان لرئيس هيئة الرقابة الصناعية، إبراهيم المناسترلى، تصريح أكد فيه أن الهيئة لا تملك حصراً للمصانع التى تعمل تحت بير السلم، وأنها تكشفها من خلال بلاغات المواطنين، الأمر الذى اعترض عليه بعض المواطنين، ومنهم «باسم زكريا».
«أنا كمواطن قد أقوم بالإبلاغ عن فساد جهة ما، لكن ليس هذا دورى بالأساس، وعلى الدولة أن تُفعل هيئاتها الرقابية، لأنها ذات قدرة على الوصول إلى بواطن الأمور، ولها حق التفتيش»، يقولها «زكريا»، الذى لا ينفى فى نفس الوقت قدرة المواطن على الوصول إلى أماكن يتعذر على المسئولين الوصول لها: «المواطن منغمس فى المجتمع، وعارف كل تفاصيله أكثر من أى مسئول، وربما يجد فساداً فى مؤسسة أو فى محل لبيع الطعام أو أحد أفران الخبز لا يعرفه المسئول».
«وعى مجتمعى»، هكذا ترى المشهد سعاد الديب، رئيس الاتحاد النوعى لجمعيات حماية المستهلك، مشيرة إلى أن المجتمع السلبى فقط هو الذى يرفض الإبلاغ عن الفساد: «هذه درجة من الوعى لدى المستهلك، ولا تعنى بأى حال أن المستهلك جاسوس فى مجتمعه، ويتربص بالمواطنين، وهناك أشكال للفساد قد تخفى على الجهات الرقابية ويعرفها المواطنون، وعليهم فى هذه الحالة أن يتقدموا بشكوى أو بلاغ للجهة المختصة».
فى نفس الوقت، تطالب «الديب» الدولة بتكريم أى مواطن يكشف فساداً فى جهة ما، وأضافت: «الرقابة نوعان، منها رسمية وهى التى تمارسها الدولة، ورقابة شعبية وهى التى نجدها فى الدول المتحضرة التى تعى دور المواطن وتأثيره فى رقى المجتمع»، أما آفة المجتمع المصرى فى رأيها، فتتمثل فى اللامبالاة والسلبية: «المواطن بيعتبر إن أى مشكلة لا تخصه طالما لا تتداخل فى مصلحته».