رئيس الجمهورية أدرى بـ(اللى بيحط صباعه داخل مصر)!! ليس لأنه يقرأ الغيب -لا سمح الله- ولكن لأنه يمتلك، بحكم منصبه، أجهزة أمنية واستخباراتية رفيعة المستوى. الرئيس «محمد مرسى» هدد بقطع الأصابع التى تلعب فى مصر، لكنه لم يسمِّ لنا تلك الأصابع ولا ألاعيبها فى أمننا القومى، تُرى هل كان الرئيس يقصد أصابع «حماس» وكتائب «القسام»، وكلاهما متهم باغتيال جنودنا فى «رفح».. أم أصابع خلايا الجهادية السلفية؟ أم أن الرئيس لا يقلقه هذا «اللعب فى الممنوع»، وكل ما يشغله قضية تهرب ضريبى أو مواطن مسافر يقابل مواطناً آخر؟! الغريب أن الدستور الذى كتبته جماعة الرئيس يكفل حرية التنقل للمواطن، وحرية الاتصالات، بل وحرية تدفق المعلومات.. لكن الرئيس يراها تصرفات مريبة تدعوه للتهديد بإزهاق أرواح الناس، واتخاذ إجراءات استثنائية بزعم حماية مصلحة المصريين!! نعم، الرئيس يهدد بقتل آلاف أو أكثر تحت بند أنه رئيس «جاء بعد ثورة»، وهو هنا يسقط «الصندوق» الذى تتغنى به الجماعة دائماً ليكتسب شرعية «قتل شعبه»!! سيادة الرئيس، أنت لا تحتاج لذريعة أو مبرر لعمليات القتل الجماعى، فجماعتك تتولى المهمة، وشرطتك تكملها وتباركها، ويكفى فخامتك مهمة «التحريض» مثل أى ولى أمر أو خليفة! زعماء القراصنة يشيرون فقط على السفينة المراد اختطافها، والصبية يتولون باقى المهمة، ليس هناك «ديكتاتور» علق المشانق لخصومه بيديه، ولا طبع بكفيه «خمسة وخميسة» من دماء معارضيه، هناك «ميليشيات» و«مكتب إرشاد» وجماعات صديقة مثل «حازمون» تتولى تلك المهام التنفيذية الرخيصة.. لكنها فى النهاية تُسجل باسم الديكتاتور! لقد أطلق الرئيس «محمد مرسى» شارة البدء لماراثون اغتيال الإعلاميين، وحصار مدينة الإنتاج الإعلامى، وحرق مقرات الجرائد والأحزاب (فى كلمته خلال مؤتمر إطلاق مبادرة حقوق وحريات المرأة). والشرطة فى منتهى الانضباط «محايدة تماماً»، لم تطلق قنبلة غاز واحدة لتفريق البلطجية ممن يحاصرون المدينة!! بالأمس القريب كانت نفس أجهزة الشرطة تحمى -باستماتة- مقر مكتب الإرشاد بالمقطم، وتتستر على عمليات التعذيب التى يقوم بها أنصار «الإخوان» داخل مسجد «بلال بن رباح»، الذى استخدموه لاحتجاز «الأسرى»، أليست الشرطة يد النظام القوية فلماذا لا تحمى مدينة الإنتاج الإعلامى المملوكة للدولة؟.. إنها سياسة «أحلام الرئيس أوامر»!
لم يكتف رئيس الجمهورية بالدستور المشوه، ولا الإعلانات الدستورية الباطلة، ولا أخونة الدولة، ولا وصاية مكتب الإرشاد على مؤسسة الرئاسة.. بل فجّر فى وجوهنا قنابل التهديد بالقتل والإجراءات الاستثنائية وصادر حرية الإعلام.. أليس رئيساً مدنياً منتخباً؟!
لكن لو شاء الرئيس، بنية خالصة، قطع (الصوابع اللى بتلغوص فى مصر).. لخلع عباءة الإخوان عنه، وفرض الإقامة الجبرية على مكتب الإرشاد كاملاً، وطبّق العزل السياسى على من ورطوه فى قراراته السابقة.. وأدرك أن ما يفعله الآن هو انتحار سياسى؛ لأن «الإخوان» و«الشعب المصرى» Dont mix.