نائب رئيس الاتحاد: النقابات المستقلة بدعة هدفها تفتيت الحركة العمالية
المهندس عبدالمنعم الجمل
قال المهندس عبدالمنعم الجمل، نائب رئيس اتحاد عمال مصر، رئيس النقابة العامة للعاملين بالتشييد والبناء، قبل أيام من الاحتفال بـ«عيد العمال»، إن العمال فى مصر يعانون كثيراً، مشيراً إلى أن الحالة الاقتصادية تأتى فى مقدمة أسباب هذه المعاناة، ورغم ذلك فإن الأمل فى غدٍ أفضل لا يفارقهم أبداً. وهاجم «الجمل»، فى حواره مع «الوطن»، القطاع الخاص، معتبراً أنه لا ينظر إلى المواطن البسيط، وقال أن التعويم سبب كثير من المشاكلات لكن ارتفاع الأسعار يرجع إلى سيطرة الشركات الخاصة على سوق البناء.. وإلى نص الحوار:
«الجمل» لـ«الوطن»: القطاع الخاص لا ينظر إلى المواطن البسيط بسبب سوء الحالة الاقتصادية
■ أيام ويأتى عيد العمال.. هل أنت راضٍ عن حال العامل المصرى فى المرحلة الحالية؟
- العامل فى مصر يعانى كثيراً، ودائماً ما تأتى الحالة الاقتصادية فى صدارة ما يعانيه. والعمال هم القوة الضاربة داخل المجتمع المصرى، ورغم المعاناة التى تواجههم، فإن الأمل دائماً لا يفارقهم فى غدٍ أفضل.
■ وكيف يشعر العامل بالأمل، فى ظل الظروف الاقتصادية الصعبة، حسبما وصفت؟
- العامل يتفهّم أن المشروعات التى تقوم بها الدولة فى هذه الأثناء مثل شبكات الطرق والمناطق والمدن الجديدة قد تكون غير منتجة فى الوقت الحالى، لكن عند الانتهاء منها ستمتلك مصر مناطق إنتاجية جديدة، وبالتالى توفر فرص عمل أفضل.
■ ما أهمية قطاع التشييد والبناء للاقتصاد المصرى؟
- قطاع التشييد والبناء هو قاطرة التنمية فى كل مجتمعات العالم، لأن تحت مظلته أكثر من 137 مهنة وصناعة، مثل النقاشة والنجارة والحدائد والبويات وعمال الكهرباء والخرسانة والمشرفين والفنيين، وغيرها من الصناعات والمهن التى تندرج تحت هذا القطاع.
■ وما الأزمات التى تواجه هذا القطاع؟
- البطء فى استخراج تراخيص البناء، وأيضاً الحصول على أراضٍ، سواء فى المحافظات أو فى الأحياء، كل هذا بمثابة عراقيل تعطل الاستثمارات وإنجاز الأعمال، وللأسف لا يحدث التباطؤ قبل البدء فى المشروع، وإنما أثناء تنفيذه، مما يُسبّب الكثير من المشكلات، فضلاً عن ارتفاع أسعار الخامات والعقود التى تم إبرامها قديماً، قبل التعويم.
■ وما السر وراء ارتفاع الأسعار، هل هو التعويم أم شىء آخر؟
- لا شك أن التعويم سبّب الكثير من المشكلات، لكن ارتفاع الأسعار يرجع إلى سيطرة الشركات الخاصة على سوق البناء، خصوصاً أن هذه الشركات تخاطب فئات معينة، ولا تنظر إلى المواطن البسيط.
العامل فى مصر يعانى كثيراً لكن الأمل لا يفارقه.. وانتهينا من دراسة عن أزمة الطرق وعرض نتائجها فى مؤتمر صحفى عالمى نهاية مايو المقبل
■ ولماذا يتحمّل المواطن دائماً فارق الأسعار؟
- ولماذا تتحمّل الشركات وحدها الخسائر الفادحة التى حدثت بسبب فرق السعر بعد التعويم، ولماذا لا يحدث على الأقل توافق بين المواطن وشركات قطاع الأعمال؟
■ لماذا تُبدى دائماً قلقك على منظومة الطرق؟
- للأسف منظومة الطرق فى مصر خطيرة، وتُهدد حياة المواطنين، وعدم وجود جهة واحدة تشرف على الطرق يُسبّب الكثير من الحوادث، والأمور تائهة بين المحليات وهيئة المجتمعات العمرانية والمحافظات ووزارة النقل.
■ وما علاقة إشراف أكثر من جهة على الطرق بانتشار الحوادث؟
- الإشراف التائه فى الطرق يتوه معه المواطن، فمثلاً إذا كان هناك طريقان متجاوران، وكلاهما متداخل مع الآخر، وكل طريق منهما يتبع جهة ما، يمكن أن نجد إحدى هذه الجهات تعيد تصليح طريق منهما على أساس تبعيته لها، بينما تترك الطريق الآخر الذى يتبع جهة أخرى غير مطابق للمواصفات، وغير مهيّأ للمرور، مما يؤدى إلى كثرة الحوادث عليه، ومن هنا يؤدى توزيع الاختصاصات على أكثر من جهة إلى إهمال الطرق وعدم العناية بها بالشكل الواجب.
■ وهل هناك حلول لعلاج تلك الأزمة؟
- لقد انتهت بالفعل نقابة العاملين بالتشييد والبناء من إعداد دراسة كاملة عن أزمة الطرق فى مصر وطرق حلها، وقريباً سيتم عرض نتائجها خلال مؤتمر صحفى كبير، من المقرر أن ينعقد قبل نهاية مايو المقبل.
■ لماذا تهاجم «النقابات المستقلة»؟
- النقابات المستقلة «بدعة»، الغرض منها تفتيت الحركة العمالية فى مصر، ومحاولة واضحة لضرب الاقتصاد، لأنه ليس من المنطق والعقل أن يقوم كل 10 أشخاص بتدشين نقابة لهم، فهذا الأمر يؤكد رغبتهم فى شق صف العمال.
■ وماذا يحتاج العامل فى مصر، من وجهة نظرك؟
- الشعور بالاستقرار والأمان فى الوظيفة أهم ما يحتاجه العامل، وأن يكون الدخل مناسباً لمواجهة الظروف الاقتصادية الصعبة، بالإضافة إلى احتياج العامل إلى رعاية صحية واجتماعية وتأمينية.
«التشييد والبناء» قاطرة التنمية عالمياً.. وبطء استخراج التراخيص يعطله فى مصر
■ هل هناك منظومة لمساعدة العمال المشرّدين بعد غلق مصانعهم؟
- عندما يحدث غلق لمصنع أو شركة، دائماً نفكر فى مصلحة العامل وكيفية الحفاظ عليه، لذلك نسعى دائماً لئلا تُغلق الشركات والمصانع، ونحاول دائماً تقديم كل المساعدات للمصانع التى تعانى من مشكلات اقتصادية.
■ وكيف تكون المساعدة؟
- هناك صندوق الطوارئ، يتم من خلاله تقديم المساعدة للمصانع والشركات المتعثّرة، وتتمثل المساعدة فى تحمّل جزء من مرتبات العاملين بهذه المؤسسات لمدة معينة إلى أن تتحسّن الظروف الاقتصادية. وهذا الأمر يهدف فى الأساس إلى مصلحة العامل وليس صاحب العمل.