عاهل المغرب يستقبل أمين حزب "الاستقلال" المنسحب من الحكومة
استقبل العاهل المغربي الملك محمد السادس، اليوم، حميد شباط، الأمين العام لحزب الاستقلال (محافظ)، ثاني أكبر قوة سياسية في المملكة، والذي أعلن الشهر الماضي انسحابه من الحكومة.
ويأتي اللقاء، الذي انعقد في مقر الإقامة الملكية بمدينة وجدة (شرق)، على خلفية إعلان الحزب يوم 11 مايو الماضي انسحابه من الحكومة، التي يقودها عبد الإله بنكيران، بحسب بيان رسمي نقلته وكالة الأنباء المغربية الرسمية اليوم.
لكن "الاستقلال" لم ينفذ قرار انسحابه، بعد مطالبة العاهل المغربي له ببقاء وزراء الحزب في الحكومة "حفاظًا على سيرها العام" حتى إنهائه زيارة خارجية.
وتنتظر أحزاب الائتلاف الحكم "التحكيم الملكي" في هذه الأزمة الحكومية.
وسلم شبط للعاهل المغربي، خلال اللقاء، مذكرة من قيادات حزب الاستقلال، لم يكشف البيان الرسمي عن مضمونها.
وكان حزب الاستقلال أرجع قرار انسحابه إلى ما قال إنه "انفراد الحكومة بالقرارات المصيرية الكبرى، واحتضانها للفساد وتشجيعها عليه، واستنفاد الحزب الطرق المؤسساتية في تنبيه الحكومة إلى الوضعية الاقتصادية الكارثية التي أوصلت إليها البلاد"، إضافة إلى "فشل الحكومة الكامل في جميع المجالات وسياساتها الممنهجة في استهداف القدرة الشرائية للمغاربة، وخلط من يسمى رئيس الحكومة بين مهامه الحزبية ومهمته الحكومية"، على حد قوله.
وعاد العاهل المغربي إلى البلاد السبت الماضي بعد قضائه إجازة خاصة استمرت أكثر من شهر في فرنسا.
ويضم الائتلاف الحاكم بالمغرب 4 أحزاب هي "العدالة والتنمية" (إسلامي) و"الاستقلال" (محافظ) و"الحركة الشعبية" (وسط) و"التقدم والاشتراكية" (يساري).
ويملك حزب الاستقلال 60 مقعدا بمجلس النواب (الغرفة الأولى بالبرلمان) من أصل 395 نائبا، وله 5 وزراء في الحكومة.
وإذا تمسك "الاستقلال" بالانسحاب سيتراجع عدد مقاعد أحزاب الائتلاف الحكومي من 220 إلى 160 مقعدا؛ مما يعني أنه سيكون على الائتلاف كي يستمر في الحكم أن يعقد تحالفا يوفر له 38 مقعدا لتصبح حكومة بالحد الأدنى من الأغلبية، وهي 198 مقعدا.
وكان العاهل المغربي قد كلف بنكيران في 29 نوفمبر 2011 بتشكيل الحكومة الحالية؛ إثر تصدَّر حزبه الانتخابات التشريعية في الشهر ذاته، وتولت الحكومة عملها رسميًا مطلع عام 2012.