بروفايل : 30يونيو.. يوم الخلاص
فى محيط قصر الرئاسة احتشد الشعب يفصله عن أصحاب القبعات الحمراء والزى العسكرى سِلك شائك وتصريحات من قائد الجيش، الفريق السيسى، تعهد فيها بعدم المساس بأى مصرى، مكبرات الصوت تصدح بهتافات تدعو رئيس الدولة للرحيل عن كرسيه، مشهد يتكرر فى ميادين مصر، هتافات ومتظاهرون وعساكر، سِلك شائك وعدسات مصورين تطير بصور حية من ميادين التظاهر إلى أرجاء العالم الذى يترقب تطورات الأوضاع فى مصر.
30 يونيو، عام اكتمل والرئيس محمد مرسى يعتلى عرش مصر وهى من تحته تترنح، عام تم واكتملت فيه ملامح الثورة والغضب، تشكلت المعارضة، وتمرد قطاع من الشعب لا يستهان به. وسيناريوهات بعضها خارج من رحم «الجماعة» يبشر المصريين بجنات خلد ونعيم فى الآخرة وخلافة وشريعة فى الدنيا على أرض المحروسة، فيما ينذر البعض الآخر -وهم الأغلبية- بدولة فتنة ومحاباة للأهل والعشيرة.
يعقد ملايين المواطنين الأمل على ألا تكون شمس 30 يونيو كبقية الشموس، أن يكون يوماً فاصلاً فى تاريخ بلد شهد ثورة أطاحت بطاغية، وجاءت بجماعة، وملايين من المواطنين يرجونه يوماً كبقية الأيام وأن يمر برداً وسلاماً على رئيس الجمهورية الذى أتم عامه الأول فى الرئاسة «الرئيس أخطأ وكل ابن آدم خطّاء.. وخير الخطائين التوابون.. وقد اعتذر الرجل ووعد بإصلاحات وتصويبات»، هكذا يبرر مؤيدو الرئيس موقفهم الرافض لتظاهرات 30 يونيو.
لافتات تحت شمس يونيو اليقظة تحمل على أسطحها رسائل قصيرة واضحة كوضوح الشمس «ارحل»، «انتخابات رئاسية مبكرة»، و«عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية». وهتافات لا تقل وضوحاً عن اللافتات المرفوعة فى وجه قصر الرئاسة «يسقط يسقط حكم المرشد»، و«عبدالناصر قالها زمان.. الإخوان ملهُمش أمان».
شفرات سلاح وطلقات نار تفض أرواح الناس فى الشارع، تسيل دماؤهم على الأسفلت، وتكدسهم فى المستشفيات، الفاعل دائماً مجهول، والخسارة فى الجانبين، مؤيدو «الإخوان المسلمين» ومعارضوهم. مسارح الثورة كثيرة فى ميادين الحرية فى كل المحافاظات والمدن من المنصورة إلى الزقازيق والإسكندرية والقناة كلها أنهار من الثوار تصب أمام باب القصر أمام السِّلك الشائك أمام عرش مصر.
دعوات للتهدئة، وأخرى للتصعيد.. وبين هذه وتلك ترتفع الأسوار حذراً وحيطة، أسوار مكتب الإرشاد وقصر الرئاسة ومقر الحكومة، ثالوث الدولة الجديدة التى خلفت «مبارك» فى حكم مصر. دعوات لـ«التمرد» وأخرى لـ«التجرد» وبين هذه وتلك شعب بات منقسماً على نفسه بين دعاة الدولة المدنية الديمقراطية، ودعاة دولة الخلافة.
«أزهر» يحذر من حرب أهلية طاحنة، و«سفارة أمريكية» تعلن: «مصر للإسلاميين»، وجهات حقوقية ترصد التجاوزات فى حق المواطنين، تعلن أرقام المعتقلين السياسيين الذين تعدوا الآلاف فى العام الأول للرئيس، ورئيس خرج لتوّه على الناس بخطاب مُسهب حذر فيه وتوَّعد ووعد بوعود لا أول لها ولا آخر إلا التنحى عن السلطة أو الدعوة لانتخابات رئاسية مبكرة، وهى المطالب الأكثر ظهوراً فى ذلك اليوم.