المنايفة يلعبون «السيجا»: سَلِّى صيامك.. ساعة اللعب ماتتعوضش
ثلاثة رجال يلعبون سيجا بعد انتهائهم من العمل فى الأرض
ما إن تبدأ الشمس فى الانحسار وتنكسر أشعتها الحارقة، حتى يخرج الأهالى من منازلهم، قاصدين الأماكن الرطبة المظللة بفروع الأشجار، يفرشون أسفلها، ويجلسون للعب السيجا، التى يطلقون عليها «شطرنج الفلاحين»، لتهون عليهم طول نهار رمضان وتُسلى صيامهم.
الحاج بهجت يكون أول الجالسين، خرج على المعاش من شركة غزل شبين الكوم منذ سنوات طويلة، يلحق به عم محمد صالح، الموظف بمديرية الطرق والكبارى، ومعه الحاج عبدالفتاح وآخرون، جميعهم يلتقون إلى جوار مسجد العمدة بقرية الشيركين التابعة لمركز شبين الكوم بمحافظة المنوفية، للعب السيجا حتى موعد أذان المغرب، وقتها ينصرف كل منهم إلى منزله.
«كل واحد معاه 24 قطعة مختلفة اللون، ممكن نلعب بقطع من الزلط أو الطوب الأحمر أو الطوب الأبيض، لازم تكون الألوان مختلفة زى الشطرنج» كلمات الحاج عبدالفتاح، شارحاً أصول اللعبة: «اتعلمتها من وانا عيل صغير، وكل يوم بنتجمع بعد العصر فى الطراوة علشان نلعبها ونسلى صيامنا»، مؤكداً أن آباءهم وأجدادهم كانوا يتجمّعون بعد العمل فى الأرض ويجلسون معاً فى جلسات كلها ضحك ولعب وهزار، وحسب الحاج بهجت فإن اللعب غالباً ما ينتهى بالتقليع، بمعنى أن اللاعب المنهزم الذى تمت محاصرة القطع التى يلعب بها لا يجد أمامه سوى الانسحاب برفع القطع لبدء دور جديد: «فيه أدوار بتقعد بالساعات، وأخرى لا تتعدى الدقائق البسيطة. المهم البداية ورص القطع»، مشيراً إلى أنه منذ سنوات طويلة انتشرت لعبة «السيجا» على طول الطريق، وعلى رأس كل «غيط» بين الكبار والصغار، خصوصاً فى شهر رمضان الكريم: «دلوقتى اللى بيلعبوا السيجا أغلبهم كبار فى السن ومالهمش فى لعب الطاولة والشطرنج وقليل جداً لما تلاقى شاب صغير بيلعب السيجا».