ركود مبيعات الكتب الدينية: إحنا فى موسم مسلسلات
أحد باعة الكتب الدينية بمنطقة الأزهر
كتب دينية وتراثية متراصة فوق بعضها، يجلس أصحابها أمامها فى شارع درب الأتراك، خلف الجامع الأزهر، قلما يأتى زبون، بعد أن كان المكان فى الماضى مزدحماً بالطلبة الشباب وكبار السن. مؤشر الإقبال على القراءة بشكل عام انخفض كثيراً خلال السنوات الأخيرة بسبب التكنولوجيا الحديثة وانشغال الناس بمواقع التواصل الاجتماعى، لكن باعة الكتب الدينية كان لديهم أمل أن تشهد مبيعاتهم انفراجة فى رمضان، لكن بقى الحال كما هو عليه. المواطن لا يبحث عن المعلومة، ولا يتعب فى الوصول إلى أمر يريد معرفته فى دينه، وزبون الكتب الدينية إما دارس أو غاوى قراءة، وهم قلة حسب طاهر عويس، الذى يبيع الكتب الدينية منذ عشرات السنوات: «قلة الإقبال على الكتب الدينية معناها أن الناس بقت تسمع لأى حد، وده ساعد على ظهور مفتين كتير قوى بيحطوا أى حاجة فى دماغ الناس».
«طاهر»: قلة القراءة أدت إلى ظهور مفتين «بيلعبوا فى دماغ الناس».. و«ناصر»: مابقاش حد بيتعب علشان يوصل للمعلومة.. و«شعبان»: الناس هتقرا ولّا تاكل
يأتى زبون من إحدى دول شرق آسيا، بحث كثيراً عن كتاب حتى وجده: «الأجانب اللى بييجوا، بيقروا أكتر مننا بكتير، ومعاملتهم أحسن، عندهم رغبة فى البحث والمعرفة أكتر مننا». مؤكداً أن مواقع التواصل الاجتماعى سبب آخر لقلة البيع: «حتى المصاحف بقيت ملونة للزينة مش للقراءة».
ناصر بركات، بائع الكتب، يؤكد أن هناك ثلاثة أسباب أدت إلى قلة إقبال الناس على القراءة الدينية، الأول هو الغلاء والحالة الاجتماعية الصعبة والتزامات الحياة ومشاغلها، فالكتاب ليس من الأولويات مقابل التزامات الحياة الكبيرة، السبب الثانى، هو قضاء ساعات طويلة على الإنترنت، أما السبب الأخير فهو قلة شغف الناس بالقراءة، والكسل فى البحث عن المعلومة: «كل ده أثر على قلة ثقافة الناس، وعلى تعاملنا مع بعضنا البعض، ومابقاش حد بيتعب علشان يوصل للمعلومة، والثقافة الدينية بقت محدودة، وعلشان كده كله بقى يفتى، وبيسمع لأى شيخ وخلاص على هواه».
يعتمد الباعة على الزبون الأجنبى الذى يأتى طلباً للعلم: «بيجى لنا من شرق آسيا وروسيا وتركيا وغيرها من كل الجنسيات، منهم بيتعلم فى الأزهر، ومنهم بييجى يدور على كتب معينة ومراجع، عندهم شغف كبير للقراءة عكسنا».
أما شعبان محمود فيجلس بالشارع منذ 15 عاماً، يقول إن السبب الأساسى لعدم القراءة هو الغلاء: «فيه كتاب كان بـ60 جنيه وصل بـ220 جنيه، وكتاب بـ60 بقى 180 جنيه، يعنى هى الناس هتقرا ولا هتاكل وتشرب؟»، بينما يؤكد سيد محمد: «الناس مابقتش تشترى، أو بمعنى أصح، محدش بقى يقرا».