بروفايل | اللواء محمد إبراهيم.. مع الشعب
لم يسلم اللواء محمد إبراهيم، وزير الداخلية، منذ تعيينه وزيرا للداخلية قبل ما يقرب من 6 أشهر وتحديدا فى 5 يناير الماضى من اتهامات بالعمالة لجماعة الإخوان المسلمين، الذى ما عين فى منصبه إلا لتفكيك جهاز الشرطة وتطويعه ليكون جاهزا للترويض فى الحظيرة الإخوانية.
هو نفسه اندهش من اختياره وزيرا للداخلية بعد أشهر قليلة قضاها مديرا لمصلحة السجون؛ لذلك لم يكن غريبا أن تعلو نظرات الاستغراب إن لم تكن الاستهجان قادة الوزارة من تعيينه وزيرا وهو الذى توصف فترات خدمته بـ«بالفترات الهادئة»، ووصفه عدد غير قليل منهم (مساعدوه وقادة سابقون) بـ«راجل مش مخربش فى الشغلانة».
الرجل بهدوئه وصفائه الداخلى الذى ينعكس طيبة ورزانة على ملامح وجهه لم يبد انزعاجا يُذكر، كان دائما يرد الاتهامات عن نفسه باسما وباقتضاب محير لمن حوله، مؤمنا بأن عمله هو الذى سيبرهن على أن كل سوء ظن به سيخيب حتما، حتى إن انفعال ضباط الداخلية الذى وصل إلى حد التجاوز فى حقه لم يكن عائقا له عن مواصلة مسيرته.
لم يضع اللواء إبراهيم، المولود بمحافظة السويس فى 10 أبريل 1953، نصب عينيه الرد على اتهامات منتقديه، بل مضى سريعا وبخطوات واسعة تدفعها العزيمة والإيمان بالمسئولية الوطنية إلى الأمام مدشنا لصفحة جديدة فى تاريخ الشرطة المصرية على مدى تاريخها التى كللها أمس الأول ببيانه الذى أعلن فيه تضامن جهاز الشرطة الكامل مع بيان القوات المسلحة حرصاً على الأمن القومى ومصالح مصر العليا وشعبها العظيم فى هذه المرحلة الفاصلة من عمر الوطن.
ووصف الثورة الحالية بأنها «أبهرت العالم أجمع»، مجددا تعهده بالالتزام التام بالمهام المنوطة به فى حماية المتظاهرين السلميين.
يدرك الرجل أنه يغامر فى مواجهة نظام لا يقبل إلا بأن تكون «معانا أو علينا»، لكنه فى مواجهة التاريخ والشعب يدرك أنه لم يحد عن واجبه قيد أنملة وأعلنها صراحة: «لا مع ولا ضد»، أنا مع الشعب، مدركاً أن من يراهن على الشعب رابح حتما، وإن كان سيربح نفسه فحسب.
أصر اللواء إبراهيم على إكمال الطريق حتى نهايته وحسم الأمر نهائيا مع مؤسسة الرئاسة التى كانت تسعى لتدجين وزارته واستخدامها درعا لجماعة الرئيس وسيفا لإخوانه واشتبك مع «مرسى» نفسه رافضا تأمين مقرات حزب الحرية والعدالة أو جماعة الإخوان المسلمين، حتى عندما هاجم المتظاهرون مقر الإرشاد بالمقطم اشتبك مع الرئيس مرسى وأبلغه أنه لن يؤمن المقر ولن يضع ضابط شرطة واحدا فى مرمى استهداف بنادق الإخوان.
لكن إنجازات الرجل وانحيازه للشعب وحده درة تاريخه؛ فإنجازات «إبراهيم»، حسب وصف عدد كبير من الخبراء والقادة الأمنيين، لم يسبقه إليها أحد من سابقيه؛ فهو الوزير الوحيد الذى تمكن باحتراف شديد من النهوض بجميع قطاعات الوزارة جنبا إلى جنب؛ فهو يؤمن أن الوزارة لن تنهض من كبواتها إلا بتكامل أجهزتها كلها، وهو ما حدث ويحدث، تاركا آثارا إيجابية على معدلات الأداء الأمنى.
تخرج اللواء إبراهيم فى كلية الشرطة عام 1976، وعقب تخرجه بدأ مهام عمله فى وزارة الداخلية برتبة ملازم أول بمديرية أمن السويس عام 1980، وظل فى مديرية أمن السويس يعمل فى مجال البحث الجنائى لفترة طويلة بلغت 14 عاما، حتى تم نقله فى عام 1994 للعمل فى مديرية أمن الدقهلية.