بـ"رؤية 2030" وتحدي إيران.. ولي العهد الجديد يسير على خطى "سلمان"
الأمير محمد بن سلمان
بعد مرور ما يقرب من عامين على تولي الأمير محمد بن نايف ولاية العهد في السعودية، أصدر العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، حزمة من الأوامر الملكية، أمس، من بينها أمرًا يقضي بتعيين الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز وليًا للعهد في السعودية، ونائبا لرئيس مجلس الوزراء مع استمراره وزيرا للدفاع، واختاره من قل 31 من أصل 34 عضوا في هيئة البيعة الأمير محمد بن سلمان وليا للعهد، حسبما أوردته وكالة الأنباء السعودية "واس".
لم يكن تعيين الأمير محمد بن سلمان مجرد قرارًا عاديًا، وإنما بمثابة ضمان لاستقرار المملكة وضخ مياة شابة جديدة، تحمل على عاقتها عدة تحديات وملفات مهمة خلال الفترة المقبلة، بحسب الدكتور أيمن سمير، خبير العلاقات الدولية، وأكد أن على رأس أولويات ولي العهد الجديد الاستجابة لطموحات الشعب السعودي وأولهم الشباب الذين يزيد عددهم عن 60% من مواطني المملكة.
وأضاف سمير، لـ"الوطن"، أنه يوجد العديد من الملفات المهمة على طاولة ولي العهد الجديد أيضًا، من بينها أزمة الحوثيون والحرب في اليمن والتي تحتاج لحلول سياسية عاجلة لإعادة الشرعية بالبلاد، فضلًا عن مهمة تنفيذ "رؤية 2030" للملكة التي قدمها محمد بن سلمان وتقوم على خلق مداخل اقتصادية سعودية جديدة بجانب النفط.
ويلقى تحدي تقليص الدور الإيراني في الشرق الأوسط، أولوية ضخمة أيضا لدى ولي لعهد، لكونها متعددة ومتشعبة في دول الخليج والشام خلال الفترة السابقة، وسببت مشكلات عدة، في رأي خبير العلاقات الدولية.
وأيدّه في الرأي، الدكتور سعيد اللاوندي خبير العلاقات الدولية، مضيفًا أن حلّ الأزمة القطرية والسورية، وملف العلاقات الخارجية وخصوصًا أمريكا، على رأس أولويات محمد بن سلمان أيضًا، مؤكدا أن العاهل السعودي سيظل هو صاحب القرار الأول في تلك القضايا.
وأوضحت الدكتورة نهى بكر، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية وخبير العلاقات الدولية، لـ"الوطن"، أن الملك سلمان بن عبدالعزيز، ونجله الأمير محمد بن سلمان بينهما تناغم واضح، وأن ذلك التقارب لن يغير من سياسة المملكة تجاه بعض القضايا الدولية المتعلقة بقطر وإيران وتركيا.
وأشارت "بكر"، إلى أن التغييرات الحقيقة ستشهدها المملكة من الداخل كنظرة المجتمع تجاه بعض قضايا المرأة والحريات العامة وغيرها من القضايا المسكوت عنها، وأن ذلك يرجع إلى نظرة الأمير المتطلعة إلى الغرب والتي تعمل على تطوير شكل الحياة السعودية.
"ما حدث في عاصفة الحزم في اليمن وما يحدث في سوريا كان من تدابير الأمير الشاب، ولذلك أتنمى أن يتريث بشأن القضايا الدولية.. وأعتقد أنه سيسير على خطى الملك"، هذا ما أكده السفير رخا أحمد حسن عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، لافتاً إلى أن بعض القضايا الدولية تحتاج إلى "حنكة"، والأمير قد يحتاج وقت لتنفيذ ذلك.