«عزبة محسن» بالشهداء.. «17 عاماً» دون مدرسة «ابتدائى وإعدادى» بسبب واقعة فساد
فرحة الأهالى بمدرسة المساعى المشكورة لم تكتمل
عبر طريق ترابى ضيق يتسع بالكاد لمرور سيارة صغيرة الحجم وصلنا إلى عزبة محسن التابعة لمركز الشهداء بمحافظة المنوفية، حيث الحياة البدائية وبيوت ما زالت تحتفظ بهيئتها القديمة بالطوب اللبن، وحياة تفتقر إلى أبسط الخدمات، وأهالٍ تم حرمانهم من وجود مدرسة تخدم أبناءهم على مدار 17 عاماً بعد أن أصبحت المدرسة القديمة «خرابة»، تشهد على معاناة أهالى العزبة التى تتوسط نحو 7 عزب، يبلغ عدد سكانها نحو 20 ألف نسمة، قضوا سنوات طويلة فى التعلق بأمل ترميم المدرسة الوحيدة التى تم العمل بها لمدة عام دراسى واحد فقط، بعد أن تبرع الأهالى بالأرض المقامة عليها المدرسة، وتوقفت الدراسة بعد اكتشاف عيوب جسيمة بالمبنى، ليعيش طلاب عزبة محسن، والعزب المجاورة لها وهى «عزبة هجرس - عزبة الخياطين - عزبة العساوية - عزبة أبوموسى - عزبة عبدالله أبوحسين- عزبة الشعايرة - عزبة الحنابلة» رحلة عذاب يومية، بعد توزيعهم على مدارس تبعد عنهم أكثر من 10 كيلومترات، يسيرونها على أقدامهم، ويتعرضون لمخاطر الخطف وحوادث الطرق والسرقة.
مؤخراً تم الإعلان عن الانتهاء من إنشاء مدرسة المساعى المشكورة لتلحق بالعام الدراسى الجديد إلا أن فرحة الأهالى لم تكتمل بالرغم من مطالباتهم المستمرة بتزويد المدرسة بفصول ثانوية حتى تنتهى معاناة أبنائهم من الطلاب، إلا أن «الأبنية التعليمية» رفضت بحجة أن المدرسة القديمة كانت للمرحلتين الابتدائية والإعدادية فقط.
يقول أحمد أسامة، طالب، من سكان العزبة: «قضيت مراحل تعليمى المختلفة أنا وزملائى فى مثل سنى خارج العزبة، فأقرب مدرسة ابتدائى تبعد نحو 7 كيلومترات بقرية إبشادى، كنا نقطع هذه المسافة بطرق فرعية وسط الحقول مشياً على الأقدام حيث لا توجد طرق ممهدة أو خطوط للسيارات، ولم يكن التوك توك قد ظهر بعد»، يضيف الشاب العشرينى أن أزمة المدرسة بدأت منذ نحو 17 عاماً، بعد اكتشاف هيئة الأبنية التعليمية عيوباً جوهرية فى المبنى، وأوصت بإيقاف الدراسة به لأنه آيل للسقوط، وبالرغم من ذلك تم رفض تنفيذ قرار الإزالة لإنشاء مدرسة جديدة، يتابع: «طوال مراحل دراستى كان عندنا أمل أن المدرسة تتبنى من جديد علشان يرحمونا من رحلة العذاب اليومى، وسمعنا كلام كتير عن ترميمها وعن إزالتها، وظل الأمر معلقاً طوال هذه السنوات»، وأضاف: «منذ عامين فوجئنا بالأبنية التعليمية تقوم بإنشاء مدرسة المساعى المشكورة فى أرض ملاصقة للمدرسة القديمة دون إزالتها، وبالرغم من المطالبات بتضمين فصول ثانوى تستوعب أبناء العزبة والعزب المجاورة لها، إلا أن الطلب قوبل بالرفض لتستمر معاناة طلاب المرحلة الثانوية فى الذهاب يومياً إلى مدارسهم بمدينة الشهداء فى طرق غير آمنة».
فى سياق متصل، كشف مصدر بهيئة الأبنية التعليمية أن أزمة مدرسة عزبة محسن جاءت بسبب واقعة فساد وفقاً للقضية رقم 1776 محكمة شبين الكوم، وشملت القضية كلاً من المقاول والمهندس الاستشارى وآخرين بمجلس مدينة الشهداء بتهمة مخالفة المواصفات الفنية وألزمتهم المحكمة بدفع تعويض مالى قدره 300 ألف جنيه، وأضاف المصدر أن أولياء الأمور نظموا إضراباً، ومنعوا أبناءهم من الذهاب للمدارس التى تم توزيعهم عليها، لنحو 3 أسابيع، وانتهت الأزمة بلا شىء، وبعد سنوات من تبرع الأهالى بأرض جديدة لبناء مدرسة تم إنشاء مدرسة المساعى المشكورة التى اقتصرت على المرحلتين الابتدائية والإعدادية.