«حديثة سمالوط».. مخزن الكتب قضى على الحوش.. والتلاميذ محرومون من اللعب
محرر «الوطن» داخل مخزن الكتب
مدخل ضيق يشبه النفق على يساره دورتان للمياه متلاصقتان، وفى اليمين مبنيان عفا عليهما الزمان يتلقى فيهما تلاميذ المرحلة الابتدائية والإعدادية بنات حصصهم، وأمام المبنيين حجرتان لا تزيد مساحة الواحدة على 10 أمتار مربعة، الأولى مخصصة لمديرة المدرسة الإعدادية والثانية لمدير الابتدائية.
«مخزن الكتب ابتلع الفناء».. هذا الوصف لخص فيه أحمد خيرى، ولى أمر طالبة فى المدرسة الحديثة الإعدادية للبنات بشرق الترعة فى مدينة سمالوط شمال المنيا، حال المبنى، مضيفاً: «مهمل من سنوات ويوجد بداخله مخزن للكتب وسبق أن أرسلنا العديد من الشكاوى للإدارة التعليمية لإزالة هذا المبنى واكتشفنا أنه تابع لمديرية الرى، والإدارة التعليمية تستغله كمخزن للكتب، وطوال انعقاد اليوم الدراسى تدخل وتخرج السيارات المحملة بالكتب، ولا يوجد فناء، ما يحرم التلاميذ من اللعب».
وأوضح أن المدرسة فى الأساس تسمى «الحديثة الإعدادية للبنات»، وعدد فصولها 15 وتضم نحو 800 طالبة فى فترة الصباح، والكثافة الطلابية فى الفصل الواحد تتجاوز الـ50، وطوال اليوم تعانى الطالبات من التكدس ونقص المقاعد (التخت)، وعندما يدق جرس الفسحة لا تجد الطالبات متنفساً لهن لأن الفناء ضيق للغاية بسبب وجود مبنى قديم جداً يستخدم مخزناً للكتب، وبعضهن يذهبن إلى منازلهن أثناء الفسحة فى حالة قربها من المدرسة، لأن الوضع العام فى المدرسة سيئ للغاية، مشيراً إلى أن نفس الأمر يواجهه تلاميذ المرحلة الابتدائية الذين تتم استضافتهم بشكل مؤقت بعد إزالة مدرستهم بغرب مدينة سمالوط وجارٍ بناؤها، ومن المقرر أن يستمر هذا الحال خلال العام الحالى لحين انتهاء بناء وتشطيب مبنى المدرسة الابتدائية.
«خيرى»: تقدمنا بشكاوى لإزالة المبنى واكتشفنا أنه تابع لـ«الرى».. و«ياسر»: لا نستطيع ممارسة أى نشاط.. وسيارات النقل تهددنا
وقال ياسر أحمد، طالب ابتدائى فى المدرسة، إنه وزملاءه محرومون من اللعب أثناء الفسحة حيث لا تمارس أى أنشطة لعدم وجود فناء، ويحذرنى والدى يومياً من اللعب أثناء وجود السيارات النقل التى تكون بداخل المدرسة لتحميل الكتب، وكثير من زملائى لا يلعبون فى هذه المنطقة ولا يقتربون منها أثناء اليوم الدراسى، مضيفاً أن الفصول أيضاً لا يوجد بها تخت والعدد يكون كبير جداً وننتظر الفسحة بفارغ الصبر لكن عندما يدق الجرس لا نجد مكاناً للعب بسبب مخزن الكتب.
وحذر خيرى فؤاد، نقيب معلمى سمالوط، من خطورة وجود تلاميذ ابتدائى فى المدرسة ذاتها، خاصة أن سيارات النقل لا تتوقف عن الدخول والخروج أثناء اليوم الدراسى لتحميل الكتب التى يتم توزيعها على جميع المدارس التابعة للإدارة التعليمية، وقال إن لديه مقترحاً لحل أزمة المدارس فى المركز وهو نقل المدرسة الفنية الزراعية التى تقع فى قلب مدينة سمالوط على مساحة كبيرة جداً إلى الظهير الصحراوى الغربى وتحديداً فى المساحات المخصصة لمشروع المليون ونصف المليون فدان، خاصة أنه من الممكن إنشاء مزارع داجنة وحيوانية ومعالف ومناحل عسل يتم فيها تدريب الطلاب بشكل عملى بدلاً من تكدسهم وتسببهم فى الزحام الشديد داخل المدينة، منوهاً بأنه كان ينبغى نقل جميع المدارس الفنية الموجودة على مستوى المحافظة إلى المدن الجديدة والمناطق الصناعية حتى يأخذ التعليم فى هذه المدارس طابعاً عملياً ويتسنى إقامة مشروعات صناعية وزراعية ضخمة ومنتجة تفيد الدولة.
وتابع: أذكر أننى ذهبت للعمل فى مشروع بناء السد العالى بمحافظة أسوان عندما كنت طالباً فى المدرسة الصناعية، كجزء من التدريب العملى وبعضنا أكمل العمل فى السد العالى وتم تعيينه بعد افتتاح المشروع العملاق.
وتقول حمدية عبدالمعز، وكيلة المدرسة، إن مخزن الكتب يتسبب فى أزمة كبيرة وأعرف أنه يتبع الرى وتم استغلاله كمخزن للكتب منذ عام 1982، وطالبنا كثيراً بإزالته حتى يتم توسعة الفناء، مشيرة إلى أنه رغم عدم توافر غرف للمدرسين ونقص التخت والدواليب، فإن العملية التعليمية تسير بشكل جيد، ويتم التعامل مع الوضع الحالى بقدر المستطاع، لكن نأمل أن يتم إزالة مبنى مخزن الكتب قريباً.