«روشتة فنية» بين يدى فريق التفاوض وصانع القرار
سد النهضة سيكون له آثار سلبية على دول المصب حال انهياره
رسالة الدكتوراه التى حاز بها الباحث أحمد كمال على درجة الامتياز، وحملت عنوان «التأثيرات البيئية لسد النهضة بإثيوبيا على بحيرة ناصر باستخدام نظم المعلومات الجغرافية والاستشعار عن بُعد»، انتهت إلى عدة توصيات واستخلصت نتائج عدة لا غنى لصاحب القرار فى ملف سد النهضة عنها، سواء على المستوى السياسى أو الشق الفنى، لاسيما مع تعقد المفاوضات مع الجانب الإثيوبى، بشأن تطورات البناء وسياسات الملء والتخزين الخاصة بسد النهضة وتجاهل التأثيرات والسيناريوهات المحتملة لتأثير ذلك على مصر وحصتها من مياه النيل، وحرص الباحث على استخدام أحدث التقنيات العلمية لدراسة تلك التأثيرات والتطورات والتغيرات التى تشهدها منطقة سد النهضة وتأثيرها على مصر.
الباحث استخدم «نظم المعلومات الجغرافية والاستشعار عن بُعد» لدراسة تأثيرات السد الإثيوبى على مصر
وجاءت التوصيات فى 9 نقاط على النحو التالى:
1- يقع سد النهضة فى أقصى الشمال الغربى لإثيوبيا وبموقعه هذا لا يمثل خطراً هيدرولوجياً على إثيوبيا لأنه عند نهاية حدودها، والمياه أمام السد ستستفيد منها فى حالة تخزينها، بينما فى حالة انهياره ستندفع المياه شمالاً وسيقل ضررها على إثيوبيا مقارنة بدولتى المصب مصر والسودان اللتين سيتعرضان لأخطار كارثية.
2- أوضح من التحليلات الجيولوجية لموقع السد وبحيرته أنه يحيط به من جميع الجهات عدد من الصدوع الرئيسية لا يبتعد أقصاها عنه مسافة 15كم، مما يشكل خطورة على السد عند تخزين المياه فى البحيرة وضغط عمود الماء المتراكم بها على القاع مما يؤدى إلى وجود أخطار جيولوجية وعدم استقرار تكتونى بالموقع واحتمالية كبيرة لانهياره مستقبلاً.
3- تم تقدير متوسط حجم الفاقد السنوى بالبخر ليبلغ نحو 4 مليارات م3 سنوياً بما يعادل 5٪ من إجمالى حجم التخزين فى البحيرة الذى تم تقديره بنحو 74٫3 مليار م3 عند منسوب 650م.
4- موقع منطقة سد النهضة لا يمثل قيمة سكانية بدولة إثيوبيا نظراً لقلة المناطق الصالحة للزراعة به وانخفاض الكثافة السكانية هناك والتى تقدر بـ21.3 نسمة/كم2، مما يعنى عدم وجود داعٍ أو أهمية لبناء السد بهذه المنطقة نظراً لعدم وجود كثافة سكانية تستفيد منه، مما يوضح مدى التعمد للإضرار بالأمن المائى المصرى.
5- يوجد عدد 30 مركزاً عمرانياً سيتعرض للغرق حول سد النهضة نتيجة لنشأة بحيرة تخزين مياهه بنسبة 9٫6٪ من إجمالى 313 مركزاً عمرانياً على مستوى إقليم بنشنجول جومز الواقع به سد النهضة وبحيرته.
6- أوضحت التحليلات الهيدرولوجية التى قام بها الباحث أن منطقة بحيرة سد النهضة يغذيها من كلا جانبيها نحو 20 مليار م3 من إجمالى 49 مليار م3 مقبلة من النيل الأزرق بإثيوبيا.
7- أنشأ الباحث نموذج ارتفاعات رقمياً تضاريسياً لتحديد حوض تخزين بحيرة سد النهضة وتحليل مناسيب التخزين بها عند أقصى منسوب لسد النهضة، وتبين أنها عند منسوب 145م من ارتفاع سد النهضة سوف تقوم بتخزين 74.3 مليار م3 من المياه.
8- أوضحت نتائج تحليل الميول أن موقع سد النهضة وبحيرة تخزينه يبلغ المتوسط العام للانحدار بهما 37 درجة، ووفقاً للتصنيف العالمى للانحدارات فتُعد ميولاً شديدة جداً، وأنهما يقعان فى مناطق شديدة الانحدارات جداً مما يعرض المنطقة عامة وموقع السد خاصة للعديد من الأخطار الجيومورفولوجية التى تؤثر على معامل الأمان له مع استمرار تخزين المياه أمامه وضغطها على جسم السد فى ظل هذه الانحدارات المرتفعة والمنحدرة تدريجياً نحو جسم السد.
9- قمتان جبليتان تبلغ المسافة الفاصلة بينهما نحو 1.8 كم وتمت الاستفادة منهما فى بناء السد ليمثلا حاجزاً طبيعياً مساعداً للسد الذى يبلغ ارتفاعه 145م لحجز المياه أمامه ما بين منسوب 505م و650م فوق سطح البحر لتبلغ مساحة البحيرة 2228كم2 لتمثل 4٫5٪ من مساحة إقليم بنشنجول جومز.