الدكتور أبوزيد محمد: أعضاء لجنة مراجعة المناهج بالمجلس الأعلى للأزهر «متطرفون»
أبوزيد محمد
وصف الدكتور أبوزيد محمد، رئيس التعليم الابتدائى بقطاع المعاهد الأزهرية المُقَال، أمس، الحديث حول المواطنة داخل مؤسسة الأزهر بأنه «أقوال بلا أفعال»، مناشداً الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر ضرورة التدخل لإنقاذ المواطنة داخل المناهج الأزهرية وتنقية هذه المناهج من الأفكار المتطرفة التى تحتويها وتدعمها شخصيات معروفة بالاسم داخل مؤسسة الأزهر.
وأكد «أبوزيد» فى حوار لـ«الوطن» أن أعضاء لجنة مراجعة المناهج بالمجلس الأعلى للأزهر الذين رفضوا فكرة المواطنة داخل منهج التربية الإسلامية بالأزهر أصحاب فكر متطرف ويجب إقصاؤهم حتى لا يتم تخريج أجيال جديدة من المتطرفين والرافضين لقبول الآخر داخل المجتمع.. وإلى نص الحوار:
مسئول مُقال من قطاع المعاهد الأزهرية لـ«الوطن»: الحديث حول المواطنة فى مناهج الأزهر «أقوال بلا أفعال»
لماذا تمت إقالتك من منصبك؟
- للأسف الشديد يتم ترك الإرهابيين والمتطرفين فكرياً، واستبعاد الذين يسعون لتجديد الخطاب الدينى، والساعين للتسامح ونشر المحبة وصحيح الدين، وكل ما حدث بسبب مناهج التربية الإسلامية التى قمت بإعدادها لنشر ثقافة التسامح بين الأطفال وإيجاد تنشئة قائمة على احترام الآخر، والتسامح والمحبة وإلغاء صفة الأحادية لدى الشباب، ولكن للأسف لدينا قنبلة موقوتة داخل المجتمع بسبب الثقافة الموجودة بداخلنا باعتبار الآخر كافراً، ويكبر الطفل على هذه الثقافة، لذلك نجد هناك تحليلاً للدماء والأعراض والأموال، وكنت أسعى لتحويل تلك الرؤى لشىء واقعى لكن النتيجة أنه تمت إقالتى من رئاسة التعليم الابتدائى بقطاع المعاهد الأزهرية وتحويلى لعضو فنى بإدارة الجودة، وهذا أمر محزن ومؤسف.
لماذا تم رفض المناهج المقدمة منك حول التربية الإسلامية؟
- ما حدث معى أننى انتُدبت من الأزهر للمشاركة فى تطوير منهج التربية الإسلامية للمرحلة الابتدائية بمركز تطوير المناهج بوزارة التربية والتعليم، فوجدت الحديث بالمركز يدور حول زيادة الصفحات أو تقليلها أو وضع صورة ورفع أخرى، فقلت لهم إن الفترة الحالية تحتاج لتغيير وأنا حاصل على دكتوراه فى الاستجابة المتطرفة (التطرف)، والتى تعنى القبول المطلق والرفض المطلق لأى سمة من السمات، فشاركت مع وزارة التربية والتعليم فى تدشين مناهج التربية الإسلامية، ووجدت أن تطوير المناهج بالنسبة لهم شكلى وليس بالمضمون، لذا عرضت عليهم تعديلاً شاملاً فى ظل الفترة التى تعيشها مصر، من خلال علاج مشاكل المرحلة الفكرية التى تتمثل فى قبول الآخر، لأننا فى مصر -مسلمين ومسيحيين- لدينا مشاكل حقيقية نعانى منها بسبب أحادية الفكر، لهذا اقترحت تعديل المناهج بهذا الشكل.
وماذا حدث بعد ذلك؟
- تم عرض المناهج على مركز التطوير بوزارة التربية والتعليم، فرفضها، وتم تشكيل لجنة من قبل د.عباس شومان وكيل شيخ الأزهر أقرت الكتب، وتم عرضها فى شهر مايو 2017 على المجلس الأعلى للأزهر الذى أبدى ترحيبه بها، وتم تشكيل لجنة من أساتذة عقيدة وفلسفة ولغة عربية للمراجعة النهائية حتى لا تكون هناك مشاكل تمس العقيدة، فتم تشكيل لجنة عمداء الكليات الرئيسية برئاسة الدكتور صلاح صادق رئيس لجنة مراجعة المناهج بالمجلس الأعلى للأزهر والدكتور عبدالفتاح العوارى عميد كلية أصول الدين، والدكتور عبده إبراهيم عميد كلية اللغة العربية، إضافة إلى آخرين، لكن المفاجأة أن اللجنة رفضت هذه المناهج.
تم رفض اقتراحاتى عن كل ما يتعلق بالمسيحيين وكلمة مسيحى.. وحذف 30 موضوعاً من الموضوعات الخاصة بالإسلام دين السلام
ما الأجزاء التى تم رفضها؟
- رفضت كل ما يتعلق بالمسيحيين، وتم حذف كلمة المسيحيين من كل بنود الكتاب، حتى الأهداف والمحتوى والأسئلة والأنشطة ونهاية الوحدات، فأى كلمة مسيحى تم حذفها، وتم حذف كل اسم مسيحى، بجانب حذف 30 موضوعاً من الموضوعات الخاصة بالإسلام دين السلام، وصور قداسة البابا والإمام الأكبر، وتم حذف الدرس الخاص بهذه الصورة كلها، ودرس «العلم والعلماء» لوجود صورة الدكتور مجدى يعقوب، وحذفوا درس «سفراء الرسول» لوجود صورة الرئيس عبدالفتاح السيسى واستقباله السفراء، فتم حذف دروس مهمة جداً، لوجود صورة لشخصيات غير مسلمة بها، وتم حذف المحتوى الموجود بالكتب التى نسعى من خلالها لقبول الآخر وأنه لا يوجد فرق بين المواطن المسلم والمواطن المسيحى، والدين لله والوطن للجميع، لكن اللجنة رفضت كل ذلك ورفضت استمرارى فى هذا العمل، فتم استبعادى من اللجنة تماماً، لأننى رفضت تنفيذ الحذف، وفى شهر أغسطس الماضى تقدمت بمذكرة لهيئة الرقابة الإدارية وعرضت عليهم الموضوع تفصيلاً إلا أنه لم يؤخذ بالموضوع بعد وجود حماس شديد منهم ووصلت إلى طريق مسدود رغم أن مشروع المواطنة أمر كبير، ويحتاج لجهد كبير منا جميعاً، لأننا نهدف لبناء وطن موحد.
كيف ترى قيام كبار أساتذة الأزهر برفض المواطنة؟
- الحديث عن المواطنة داخل الأزهر مجرد «أقوال بلا أفعال» والموجودون بالداخل لا يعرفون شيئاً عن الواقع والحقيقة، ولم تُتَّخَذ أى خطوات إجرائية وكل ما تم اتخاذه خطوات إعلامية فقط.
هل المواطنة تخالف الإسلام؟
- غير صحيح.. لكنّ هناك عقولاً تحتاج للتغيير، وأدعو الإمام الأكبر لمراجعة المناهج الدراسية التى قمنا بإعدادها وقامت اللجنة بتهميشها، ويجب محاسبة هؤلاء لأنهم أصحاب تطرف حقيقى، وأطالب بالتحقيق مع أعضاء لجنة مراجعة المناهج بالمجلس الأعلى للأزهر لأنهم يهدمون القواعد الأساسية للوطن وهم الأطفال، ويخرجون لنا مدرّسين أصحاب فكر متطرف.