"جفاف" أمريكا يقلق القاهرة.. وخبير دولي: توسع مصر في زراعة الذرة والصويا هو الحل
أصدرت مؤسسة القمح الأمريكي US Wheat Associates بيانا، أشار إلى أزمة الجفاف التي تتعرض لها ثلثي الولايات المتحدة الأمريكية، خاصة في ولايات الوسط والشمال منها نحو 61% من الولايات تعاني من الجفاف وانعدام الأمطار وارتفاع درجات الحرارة 10 درجات فوق المعدل، بينما تعاني 39% من القحط (انعدام جميع صور الماء فوق وتحت سطح الأرض وانقطاع الأمطار وارتفاع الحرارة) مما أدى إلى تدمير نحو انتاجية 38% من محصول الذرة ونحو 30% من محصول فول الصويا حتى الآن، مع تدني نوعيتهما إلى الدرجة الثانية والثالثة أيضا.
وقال وزير الزراعة المصري، تعليقا على ما ورد بالبيان، إن مصر لديها سيناريوهات للتعامل مع الأزمة منها وجود احتياطي من مكونات الأعلاف تكفي شهرين على الأقل، إضافة إلى أن المحصول المحلي من الذرة وفول الصويا سيكون بالأسواق خلال الفترة نفسها.
وشدد الوزير على أن السيناريوهات المقترحة تتضمن أيضا القيام بحملات إرشادية مكثفة لتشجيع المزارعين علي التوسع في زراعة محاصيل الحبوب خلال الموسم الزراعي الحالي لتجنب الاثار السلبية للازمة ، موضحا أن مصر نجحت لاول مرة في زيادة الانتاج الكلي من القمح الموسم الحالي بإجمالي كميات تصل إلي 12 مليون أردب، ليصل إجمالي إنتاج مصر من القمح إلي 66 مليون أردب.
ومن جانبه قال الدكتور نادر نور الدين الخبير الدولي في الغذاء وبورصات الحبوب أنه طبقا للبيان رغم أن القمح لن يتأثر إلا بنسبة 4% فقط نظرا لتمام حصاد القمح الشتوي ولم يتبقي إلا القمح الربيعي فقط الذي يبدأ زراعته بعد ذوبان الثلوج في مارس وإبريل وبالتالي هو فقط ما قد يتأثر قليلا ، إلا أنه يؤثر بقوة علي السوق الدولية للحبوب خاصة وأن الولايات المتحدة الامريكية تسيطر على نحو 28% من إجمالي أسواق الغذاء والحبوب العالمية ، مما سيرفع من التوقعات برفع أسعار الغذاء عالميا بشدة ، ومنها إرتفاع أسعار القمح بنسبة 25 % ، و50 % في أسعار الذرة.
وأشار إلي أن ذلك تسبب في حدوث إرتفاع كبير في أسعار الذرة في البورصات العالمية فوق مستوى أسعار القمح متأثرة بهذا الجفاف بالإضافة إلى حرق الولايات المتحدة لنحو 140 مليون طن من الذرة لإنتاج الإيثانول الحيوي هذا العام. إرتفاع أسعار الذرة أدى إلى زيادة كبيرة في أسعار الأعلاف الجافة المستوردة والتي يشكل فيها الذرة نحو 75% من مكوناتها بنسبة تجاوزت 50%.
وأضاف :" الازمة تسببت في قيام مستوردي الأعلاف في مصر برفع أسعار طن العلف المستورد بالأمس من 2500 جنيها للطن إلى 3800 جنيها دون انتظار لوصول الشحنات الجديدة بالأسعار الجديدة بما سيؤدي إلى إرتفاع كبير في أسعار الدواجن واللحوم والبيض والزبدة وغيرها من مصنعات اللحوم والدواجن في الأيام القليلة القادمة.
وأشار نور الدين إلي أن الازمة ستلقي بظلالها علي إرتفاع أسعار فول الصويا مما ينعكس علي زيادة أسعار زيوت الطعام بشدة وبنسبة ستصل إلى 50% نظرا لأنه يمثل نحو 50% من مكونات زيوت القلية بالإضافة إلى دخوله في مصنعات اللحوم بنسبة 50% بما سيؤدي إلى زيادتها وأيضا زيادة أسعار كسب الصويا المستخدم كعلف مركز للمواشي بما سيؤدي إلى المزيد من إرتفاع أسعار اللحوم والدواجن.
وطالب الخبير الدولي وزارة الزراعة بالتوسع في زراعة مساحات كبيرة من الذرة والصويا في العروة النيلي الحالية وإلا ستواجه مصر ارتفاعا كبير في أسعار الأعلاف وزيوت الطعام قد تجر معها جميع أسعار الغذاء الأخرى حيث عادة ما ترتفع أسعار الغذاء كحزمة واحدة.
وكشف نور الدين عن أنه من المتوقع أن تحتفظ أسعار القمح بمعدلاتها الحالية لأسعار تتراوح بين (220 – 270 دولارا للطن) ثم تعاود الارتفاع في نوفمبر القادم لتوقع حلول الجفاف بروسيا وأوكرنيا وإنخفاض إنتاج القمح بها بنسبة 23% مع نقص المحصول في الولايات المتحدة بنسبة 7%، وبالتالي سترتفع الأسعار بنسب قد تصل إلى 25% من معدلاتها الحالية.