يوسف القرضاوى.. الإفتاء عن بعد
الشعر أنيس الظلمة الحالكة داخل زنازين السجن الحربى، وهو أحد أربابه، يكتبه ويلقيه، ويسرى به عن زملاء زنزانته، ولا يستبعد أن ينشره فى ديوان عندما يكتب له أن يرى النور. يبسط مشوار حياته أمامه ليرنو إلى شاب يافع ولد عام 1926، وجاءت نشأته الدينية لتعزز انتماءه الفكرى حيث حفظ القرآن الكريم كاملاً، والتحق بالأزهر الشريف ليحصل على العالمية مع إجازة التدريس من كلية اللغة العربية عام 1954م، بجانب حصوله على الدكتوراه فى عام 1973 من كلية أصول الدين. عرف الطريق للسجون بسبب انضمامه للإخوان فدخلها للمرة الأولى فى عام 1949، ثم فى عام 1954 أعقاب محاولة اغتيال عبدالناصر فى حادث المنشية، وفى عام 1961 رحل إلى قطر ليعمل مديراً للمعهد الدينى الثانوى، وبعد استقراره هناك حصل على الجنسية القطرية وتنقل فى المناصب ليستقر به الحال أخيراً مديراً لمركز بحوث السنة والسيرة النبوية بجامعة قطر. ورغم ابتعاده فإن علاقته بالجماعة لم تنقطع، فيعتبر مفتى الجماعة ومنظرها الأول فوضع كتاباً عنها تحت اسم «الإخوان المسلمون- 70 عاماً فى الدعوة والتربية والجهاد»، وقيل إن منصب المرشد العام عرض عليه أكثر من مرة لكنه رفضه مؤثراً البقاء فى قطر حيث استقر منذ زمن طويل.