أحمد حامد دياب يكتب: خالٍ من «دق الأسافين»
08:42 م | الإثنين 30 أبريل 2018
أحمد حامد دياب
مهنة الصحافة مهنة فريدة لها أدبياتها وأصولها ومفرداتها، فهى مهنة الكلمة والوعى، التى تعكس حال المجتمع وتعتبر مرآته الصادقة.
منذ بدايات عملى فى الصحافة قبل 6 سنوات، سمعت عن مصطلحات منتشرة بقوة فى الوسط الصحفى، بفعل بعض الدخلاء، الذين حصلوا على فرصة عمل فى جريدة ما، بسبب توصية من شخصية مهمة، أو توارثوا الأقلام عن ذويهم، واستبدلوا فقرهم الإبداعى بمهارات الصعود على أكتاف الآخرين، وإجادة مهارة «دق الأسافين»، وحفظ «البرنت سكرين»، فى زمن صحفيى «الفيس بوك»، وهذا يعكس سبب الوصول إلى الحالة التى عليها الصحافة المصرية. لكن منذ ست سنوات مضت شهدت السوق الصحفية مولد جريدة ورقية جديدة، تحمل اسم «الوطن» توقع لها البعض الفشل، بسبب التحديات الصعبة، التى تواجه الصحافة الورقية، والتى أغلقت بالفعل عدداً من الجرائد العالمية المشهورة. لكن «الوطن» خالفت توقعات الجميع واستمرت ونافست على الصدارة بقوة، وأصبحت واحدة ممن يثق القارئ بأخبارها، ويشارك «لينكات» أخبارها، والسر فى هذا النجاح هو فريق يعمل تحت أيدى وتوجيهات أساتذة شبعوا من عبق الصحافة المتميّزة. كانت المعلومة الثابتة والراسخة لدىّ، أنك لن تستطيع العمل فى جريدة كبيرة إلا بوجود «واسطة»، سواء من داخل الوسط الصحفى أو من خارجه، وهو ما تبيّن عدم دقته فى ما بعد، على الأقل فى الالتحاق بكتيبة «الوطن». التحقت منذ عام بالعمل فى البوابة الإلكترونية لجريدة «الوطن» -بدون واسطة- فى قسم «الاستماع والمشاهدة»، مع فريق عمل متميز -بدون مبالغة- هو الأفضل فى صناعة أخبار «التوك شو»، واصطياد اللقطة الخبرية فى مصر كلها، لأكون مشاركاً فى سدس النجاح الذى حققته هذه المؤسسة العامرة بشبابها وقياداتها خلال 6 سنوات. لن أتكلم عن «الوطن» كجريدة وبوابة إلكترونية، لأن السمعة وأعداد التوزيع والزيارات وصفحات «الوطن» على مواقع التواصل الاجتماعى تتحدّث بكل فخر عن المكان والمكانة والتميّز والصدارة. لكن سأتحدث عن الكيان البشرى سر النجاح الحقيقى والمتمثل فى فريق متميز من شباب هم الأفضل فى الصحافة المصرية، والجوائز العربية والمصرية تشهد على ذلك.
والحق أقول إن العمل مع فريق الذئاب، يجعلك فى صراع دائم وتحدٍّ، ويجعلك مهموماً بتقديم أفضل ما لديك، لتكون على مستوى زملائك، وتحاول أن تجارى ركبهم وتجرى فى ركابهم، أملاً أن تكون مثلهم يوماً.
سبب نجاح وتفوق «الوطن» حتى هذه اللحظة، هو وجود كادر شبابى متميز يبحث عن الانفراد والتميّز والصدارة، ولا يعرف طريق النحت أو السرقة أو التكرار العقيم أو دق الأسافين. ولم يكن لهذا الفريق أن يُسطر خطوات النجاح، إلا بقيادة واعية بدءاً من قمة الهرم، الأستاذ محمود مسلم، الذى يشجّع الجميع ويدعمهم ويحرص حتى فى أيام الأعياد والإجازات على أن يوجد بين المحررين، فضلاً عن مشاركته لهم أتراحهم قبل أفراحهم، مروراً بباقى الهرم من مديرى التحرير ورؤساء الأقسام والزملاء القدامى.
«الوطن» «قوته فى ناسه» بالفعل، وليس شعاراً يتم تداوله، ويكفى أننى خلال عام كامل لم أشاهد أحداً يدق «الأسافين»، أو زميلاً يورّط زميلاً ليصعد على جثته، ولم أرَ ما كانت تسمعه أذنى «متقزّزة» مما يحدث فى الوسط الصحفى، وإنما أسرة واحدة باختلاف انتماءات أفرادها، واقفين جميعاً فى «الوطن» الجريدة خلف الوطن الأم فى معركة البقاء، متسلحين بمبادئ الضمير ومواكبين لركب التطور، ومستعدين جيداً لمواجهة التحديات التى كادت تقضى على مهنة الصحافة. دام التميز على «الوطن» وناسه، ودام الود ونعمة الأسرة على محرريها وشبابها وقياداتها، وأدام الله علينا «الوطن» الجريدة نقطة مضيئة فى الصحافة المصرية الأصيلة فى الوطن الأم، وكل عام و«الوطن بخير».