إهمال معديات بورسعيد يتسبب فى غرق أب وطفليه
فى موكب جنائزى حاشد ومهيب، شُيعت، ظهر أمس، جنازة أب وطفليه، من مسجد مريم القطرية، بحى المناخ، بمحافظة بورسعيد، وكان الثلاثة لقوا حتفهم غرقاً، إثر سقوط سيارتهم، من معدية بورسعيد، فى مجرى قناة السويس. وجدد الحادث الأليم، الذى وقع فى الساعات الأولى من صباح أمس، الحديث عن الإهمال الذى يضرب مرفق المعديات، فى بورسعيد، حيث تسبب عدم إغلاق باب التأمين الأمامى للمعدية والسماح بدخول سيارات أكثر من الحد المطلوب، وعدم وجود غطاسين على مرسى المعدية على مدار الساعة، وتأخر وصول وحدة الإنقاذ، فى الحادث المأساوى، حتى إنه لم يتم انتشال السيارة إلا بعد 4 ساعات، بعد الاستعانة برافعة عملاقة، بحسب شهود عيان، وأجهش الحضور بالبكاء لحظة انتشال جثة الأب وهو يحتضن ابنه الأصغر فى المقعد الخلفى، بينما تم انتشال جثة الابن الأكبر من فتحة الزجاج المكسور قبل أن يجرفه التيار.[FirstQuote]
وقال الدكتور السيد المصرى مدير هيئة الإسعاف ببورسعيد، فى تصريح لـ«الوطن» إنه تم انتشال جثامين محمد أحمد عبدالوهاب مدين، 34 سنة، محاسب، ونجليه يوسف، 8 سنوات، وعبدالرحمن 6 سنوات، من السيارة رقم «3475 ط.ع.د»، وتم نقل الجثث إلى مستشفى بورفؤاد العام بجوار مقر إقامتهم، تحت تصرف النيابة العامة، التى أمرت بدفنهم.
كان اللواء سيد جاد الحق، مدير أمن بورسعيد، حضر إلى موقع الحادث، فور تلقيه إخطاراً به، وتابع انتشال الجثث، وأمر بتأمين المكان، وسط تجمهر الآلاف أمام المرفق، احتجاجاً على إهماله، كما حضر اللواء سماح قنديل محافظ بورسعيد واللواء محمد عبدالعزيز الحاكم العسكرى، واللواء أركان حرب بحرى قائد القاعدة البحرية واللواء جمال العيسوى مدير الحماية المدنية والإطفاء، وأبدى الجميع استياءهم من تأخر غطاسى ومعدات الهيئة، وتم استدعاء الغطاسين من قوات الإنقاذ البحرى بالجيش، وأكد مدير الأمن فى تصريح لـ«الوطن» أنه سيتم فتح التحقيقات فى الحادث، لمعرفة أسبابه، ومحاسبة المقصرين. وبينت التحريات الأولية أن محاولة سيارة إسعاف دخول معدية الرسوة 12 على رصيف بورسعيد، وسط تدافع عدد كبير من السيارات، تسبب فى سقوط السيارة المنكوبة، كما تسبب غياب الغطاسين، كما كان معهوداً من قبل، فى عدم إنقاذ الضحايا.
وكان العميد محمد عبدالعزيز، الحاكم العسكرى ببورسعيد، أمر بنشر قوات الجيش لتأمين المنطقة ومنع تكدس المواطنين حول المرفق ووقوع إصابات بعد ربط الرافعة فى الرصيف، وتم إدخال سيارات الإسعاف إلى المعدية لانتشال السيارة الغارقة. ودافع المهندس محمد لاشين، وكيل إدارة الترسانات، عن إدارة المعديات، وأرجع الحادث، إلى تدافع الركاب وعدم التزامهم بالتعليمات، فضلاً عن تزاحم الباعة الجائلين، فى وقت الذروة، فى ظل غياب أمنى كامل، مضيفاً أن طاقم الإنقاذ لا يستوعب العمل على مدار الساعة.[SecondImage]
من جانبه، نفى طارق حسنين، المتحدث الرسمى بهيئة قناة السويس، فى تصريح خاص لـ«الوطن»، تأثر حركة الملاحة بقناة السويس بالحادث، موضحاً أن 46 سفينة عبرت القناة، أمس، بإجمالى حمولات بلغ 2٫647٫052 ألف طن، فيما عبرت 22 سفينة ضمن قافلة الشمال بإجمالى حمولات بلغ 1٫262٫837 ألف طن، وعبرت فى المقابل 24 سفينة ضمن قافلة الجنوب بإجمالى حمولات بلغ 1٫384٫215 ألف طن.