مستشار «القادة والأركان»: 30 يونيو أعادت الوطن إلى مساره الطبيعى وجنبته شرور الاقتتال والانقسام الداخلى
الدكتور اللواء أركان حرب محمد الشهاوى
أكد الدكتور اللواء أركان حرب محمد الشهاوى، مستشار كلية القادة والأركان، أن ثورة 30 يونيو حافظت على الدولة المصرية من التفكك وأعادت الوطن إلى مساره الطبيعى وجنبته شرور الاقتتال والانقسام الداخلى، مؤكداً أنها أوقفت سقوط مصر نحو ما يحدث فى ليبيا وسوريا، وأضاف فى حوار لـ«الوطن» أن ثورة 30 يونيو هى ثورة شعب استطاع إسقاط حكم الإخوان وفكرة الدولة الدينية، وأكد مستشار كلية الأركان أن الشائعات وموجة الإحباطات التى تسير الآن ما هى إلى وسائل معادية لإثارة حالة الغضب فى النفوس ومن ثم إحداث الفوضى، وقال إنه بالرغم من ارتفاع الأسعار فإن ضريبة البناء ليست سهلة وتحتاج من الجميع إلى الصبر والصمود حتى نخرج من عنق الزجاجة إلى مرحلة الانطلاق والرخاء.. وإلى نص الحوار:
ما أهم ما يميز ثورة 30 يونيو؟
- أهم ما يميزها أنها ثورة كل المصريين التى أعادت مصر إلى مكانتها الطبيعية وأثبتت أن القوات المسلحة على عهدها وعلى وعدها فى حماية الشعب والحفاظ على حدود مصر مهما كانت التضحيات، وأريد أن أؤكد -حتى لا ننسى- أن كل ما يحدث فى سيناء من إرهاب جاء بسبب قيام المصريين بـ30 يونيو، فقبل الثورة كان الإخوان يخططون لحكم مصر لمدة 500 عام ولكن يقظة الشعب المصرى وفطرته السليمة وحكمته السياسية أعادت الدولة المصرية لهويتها الوطنية وأجهضت مخطط تفتيت الدول وتدمير الجيوش.
اللواء محمد الشهاوى: مصر واجهت مؤخراً 60 ألف شائعة تهدف إلى تصدير اليأس
ماذا لو لم تحدث ثورة 30 يونيو؟
- كانت البلاد متجهة نحو أحد سيناريوهين لا ثالث لهما، يتمثل الأول فى السيناريو السورى بحربه الأهلية والإقليمية والتآمر العربى الإقليمى من خلال تحالف يضم أكثر من 83 دولة بهدف تدمير وتقسيم سوريا، أما السيناريو الثانى فهو السيناريو الليبى، الذى يهدف إلى تقسيم الدولة الواحدة إلى 3 دويلات تتقاسمها جميعاً روح الانتقام، ومن هنا تأتى عظمة ثورة 30 يونيو فى كونها أربكت حسابات مخططى هذه السيناريوهات وأجهضت مخطط تركيا وقطر وواشنطن وتل أبيب.
الثورة أجهضت مخطط تفتيت الدول وتدمير الجيوش.. وأعادت الدولة المصرية لهويتها الوطنية
ماذا عن أهم المكتسبات التى تحققت بعد ثورة 30 يونيو؟
- تبدأ إعادة بناء الدولة من قواتها وبالتالى تمت إعادة تأهيل وبناء قدرات الجيش المصرى من خلال استراتيجية تهدف إلى دراسة التحديات والتهديدات، وتم التعاقد على أنواع من الأسلحة التى تؤدى إلى تعزيز القدرة العسكرية، كما تم الانفتاح إلى مدارس عسكرية مختلفة من خلال التدريبات المشتركة، وكان آخرها التدريب البحرى الجوى المصرى اليونانى القبرصى (ميدوزا 6)، الذى تم على شاطئ البحر المتوسط بهدف تعزيز التعاون العسكرى بين الدول الثلاث وحماية مصالحها، بالإضافة إلى تبادل الخبرات وصقل مهارات القادة فى التخطيط وإدارة عمليات مشتركة لمجابهة أى تحديات وتهديدات فى المنطقة.
وما أهم إنجازات هذه الثورة؟
- بعد ثورة 30 يونيو، تم القضاء على الكثير من العناصر الإرهابية من خلال استراتيجية وفلسفة للقضاء على الإرهاب من خلال عمليات عسكرية، وهى عملية حق الشهيد بمراحلها الأربع، والآن العملية الشاملة سيناء 2018، التى بدأت فى 9 فبراير 2018 واستطاعت أن تقضى على الكتلة الصلبة للإرهاب وبنيته الأساسية فى منطقة شمال سيناء، خاصة فى رفح والشيخ زويد والعريش، ولن ينتهى عام 2018 إلا وستكون سيناء خالية من الإرهاب والإرهابيين، ويتم هذا بالتوازى مع خطط التنمية على أرض سيناء.
وماذا عن تأثير 30 يونيو على العلاقات الدولية؟
- استعادت ثورة 30 يونيو الهوية المصرية الحقيقية ودور مصر الرائد إقليمياً ودولياً، خاصة التركيز على البعد الأفريقى، وصارت مصر تشارك فى كل الاجتماعات الأفريقية وكان آخرها اجتماع دول تجمع الساحل والصحراء فى العاصمة «أبوجا»، كما أنشأت مصر المركز الإقليمى لمكافحة الإرهاب حتى يمكن زيادة التنسيق والتعاون المعلوماتى فى مجال القضاء على الإرهاب، وباتت مصر تعد بمثابة الجهاز العصبى للأمة العربية ولمحيطها الأفريقى.
ولكن هناك حالة من الاحتقان سادت فى الفترة الأخيرة رغم كل هذه المشروعات والإنجازات وما بين الواقع والشائعات يتخبط فكر المواطن؟
- الشائعات ذات دور كبير فى خلق حالة الاحتقان، وتعتبر إحدى أدوات الحرب النفسية، التى تساعد على انتشارها وسائل التواصل الاجتماعى، ولقد جابهت مصر فى الفترة الأخيرة 60 ألف شائعة، 70% منها تم عبر شبكات التواصل الاجتماعى و30% قامت بنقلها الصحف والمواقع الإخبارية على أنها حقيقة، بهدف إرباك الدولة وتشتيتها ومنعها من العمل فى سير المشروعات الاقتصادية وتشتيت الاقتصاد وعرقلته وخفض الروح المعنوية وتصدير اليأس حتى ينمو الغضب لدى الناس ويتم تصدير الفوضى ويعم الخراب.