من الإنصاف ألا نحاكم «مرسى» وحده، فهناك العشرات من «حملة المباخر» المتاجرين بالدين، ممن مهدوا له الطريق هو وجماعته لقتل الأبرياء.
الداعية للعنف والإرهاب «وجدى غنيم»، مثلاً، هو واحد ممن صور ثورة 30 يونيو على أنها حرب بين الإسلام وأعداء الدين، وقال: «إن من سيخرج ينازع «مرسى» فى الحكم ويطالب بإسقاطه كافر ويُقتل»!
لماذا نتركه «هارباً» وهو متهم فى قضية أمس بالتحريض على القتل؟! أمثال «غنيم» هم رأس الأفعى لأنهم يضللون الشباب، ويقومون بعمل غسيل مخ للطلبة ليستمر العنف فى المجتمع المصرى.. آن الأوان لفرض شروط قانونية صارمة على كل من يتصدى للدعوة الإسلامية، ويتولى بتنفيذها الأزهر الشريف والأمن.
قبل محاكمة «المعزول» خرج علينا «غنيم» بفيديو يصف فيه المحاكمة بأنها «كيدية ومزورة»!! وقال إن من يحاكم «مرسى» يعتبر «فرعون»!
نعم يا «وجدى»، نحن فراعنة «أقدم دولة مركزية فى العالم»، لكننا لم نركع لـ«مرسى» ولم نتسول الغفران من كهنة المعبد أمثالك.
لأن الدول تحكمها الدساتير والقانون، و«القضاء العادل» هو المرجعية الرئيسية فى الحكم.. وأنتم قررتم أن تفرضوا قانون «الأهل والعشيرة»، وأرقتم دماءنا بين الدول؛ فرئيسك «المعزول» هو «خائن» برتبة رئيس سابق، قرر منح «سيناء» لذراع الجماعة السياسى، حركة «حماس»، وقام بمنح آلاف الفلسطينيين الجنسية المصرية بالتزامن مع إصدار قانون بتملك أراض بسيناء. وهذا منتهى التفريط فى الأمن القومى.
أو بحسب المحامية «رضا بركاوى»، التى رفعت دعوى قضائية تطالب بوقف قرار منح الجنسية، إنها «خيانة عظمى»!
وقد كشف «الكونجرس الأمريكى» عن وثيقة موقعة من «مرسى» تؤكد حصوله على 8 مليارات دولار مقابل التخلى عن 40 بالمائة من أراضى «سيناء» للفلسطينيين لإقامة دولتهم وإنهاء الصراع مع «إسرائيل».
سوف نحاكم «مرسى» وجماعته على كل هذه الجرائم، بدءاً من قتل وتعذيب المواطنين فى أحداث الاتحادية والتى بدأت بالأمس، وصولاً إلى محاكمته فى فى قضية اتهامه بـ«التخابر» مع جهات أجنبية «حماس» بهدف القيام بـ«أعمال عدائية» أثناء ثورة 25 يناير 2011.. منها الهجوم على المنشآت الشرطية، واقتحام السجون المصرية وتخريب مبانيها، وتمكين السجناء من الهرب، وهروبه هو شخصياً من السجن.
هل كان المطلوب أن نترك «جاسوساً» هارباً من «السجن» يحكم البلاد؟!
لقد تركناه سنة، خرّب خلالها الاقتصاد المصرى بتهريب الطاقة والوقود إلى غزة، وأخرج دستوراً مشوهاً يعفى رئيس الجمهورية من مسئولية قتل أبناء الشعب!
تركناه، فتوّج نفسه «إلهاً»، لكنه إله مثل عرائس «المريونيت» يحركه «المرشد» وتتحكم فيه أوامر «التنظيم الدولى للإخوان»، فيقرر ضرب القضاء مرة، ويناصب الإعلام العداء، ويتحدى القوات المسلحة بإهداء «حلايب وشلاتين» للسودان وتحويل «سيناء» إلى مركز للإرهاب!
لم يكن الغباء السياسى وحده هو الذى يحرك قرارات «مرسى»، ولا غروره المدعوم بميليشيات الجماعة، لكنه نسى تماماً أن هناك «شعباً» لم تفارق أنفاس الثورة صدره، لأنه لم يرَ إلا أهله وعشيرته!
نسى أن هذا الشعب لن يتنازل عن «العيش والحرية والعدالة الاجتماعية»، وأن قواته المسلحة لن تقبل بالتفريط فى شبر واحد من أرض الوطن.
لكن ستظل هناك تهم موجهة لـ«مرسى» لا تقع تحت طائلة القانون، فنحن لا نستطيع محاكمته على ادعاء «العته» بإصراره على أنه الرئيس الشرعى للبلاد، بهدف تحريض جماعته على العنف والإرهاب «من محبسه»، والحفاظ على «التنظيم المحظور»!
لا نستطيع محاكمته بتهمة الإساءة لـ«سمعة مصر» أمام العالم والعبث بأعضائه الحساسة أمام الكاميرات.. فتلك هى الصورة التى سيدخل بها التاريخ!