«جبل المنارة».. من «وكر للدعارة» إلى مركز لتشغيل الشباب
اهتمام من المسئولين بمنطقة «جبل المنارة» لتوفير فرص عمل للشباب
طريق مغمور بـ«جبل المنارة» وسط الإسكندرية، لا يعرفه سوى البلطجية ومتعاطو المخدرات والدعارة، ورغم وقوعه بالقرب من منطقة «وابور المياه» الراقية، وميدان «الدكتور أحمد زويل»، أمام السفارة اليونانية، و«ورش الحضرة»، التابعة لهيئة سكك حديد مصر، والمستشفى الإيطالى، فقد تحول، بفعل الإهمال الذى طاله لسنوات، إلى وكر للأعمال المنافية للآداب، ولم يتحرك أحد لإنقاذ المناطق التى تجاوره والمتكدّسة بالسكان، وتعد من أهم المناطق الحيوية بوسط المدينة، وتركوا الخارجين على القانون يفعلون ما يحلو لهم، حتى وصل الأمر إلى إقامة عشش صغيرة لهم، فى غياب الأجهزة التنفيذية للمحافظة، وسط صرخات أطلقها المواطنون لإنقاذهم، إلى أن امتدت إليه يد التطوير مؤخراً، ليتحول المكان إلى أحد أهم مراكز تشغيل الشباب بالإسكندرية.
بدأت قصة تطوير «جبل المنارة» بفكرة تقدم بها المواطن «رجب السيد عبدالجليل»، 48 سنة، إلى حى وسط الإسكندرية، من أجل إنقاذ المنطقة، وتنفيذ مشروعات لتشغيل الشباب وخدمة المنطقة بدائرة باب شرق، وتحدث صاحب الفكرة لـ«الوطن» قائلاً: إن جبل المنارة كان طريقاً مختصراً يسلكه المواطنون من «وابور المياه» للذهاب إلى محطة قطار «الحضرة»، إلى أن سكنه بعض البلطجية، فقاموا ببناء أكشاك من «الصفيح» عليه، خلال الفترة بين عامى 2000 و2005، وكانت المنطقة تسمى وقتها بعزبة «الصفيح»، وأصبحت هذه الأكشاك تشكل مأوى للبلطجية، يستغلونها فى أعمال الدعارة وتعاطى المخدرات. وأضاف «رجب» أن محافظ الإسكندرية الأسبق، اللواء عبدالسلام المحجوب، شن حملة مكبرة على منطقة «جبل المنارة»، وتم إزالة الأكشاك، ووضع كشافات إنارة بالمنطقة، وتمهيد الطريق وتشجيره، وبعد مرور عام من إزالة الأكشاك، عاد الطريق مرة أخرى، ليتحول إلى «وكر» للدعارة والمخدرات والاغتصاب وتثبيت المارة، بعد سرقة الكشافات منه، مشيراً إلى أنه تقدم بطلب إلى رئيس حى وسط، لإعادة تمهيد الطريق مرة أخرى، وتزويده بأعمدة وكشافات الإنارة الكافية، وإنشاء حديقة عامة لأهالى منطقة «الحضرة»، بأسعار مخفّضة، لزيادة دخل المحافظة، وتوفير فرص عمل للشباب.
رئيس حى وسط الإسكندرية: ندرس إمكانية استغلال المنطقة لإنشاء عدد من المشروعات لتوفير فرص عمل
وفى إطار استجابة أجهزة المحافظة للفكرة، قامت رئيس حى وسط، بهية عبدالفتاح، بزيارة تفقّدية إلى منطقة «جبل المنارة» مؤخراً، يرافقها عدد من معاونيها، بهدف دراسة إمكانية استغلال المنطقة لإنشاء عدد من المشروعات بها، لتوفير فرص عمل للشباب، ولزيادة دخل المحافظة، وتعمير المنطقة وتنميتها. وأكدت فى تصريحات لـ«الوطن»، أنه بعد ما كان يتم استغلال الطريق فى الأعمال المنافية للآداب من قِبل الأشقياء والخارجين على القانون، يجرى حالياً استقبال دراسات جدوى من الشباب، لتنفيذ مشروعات التطوير، وذلك لاستغلاله فى بناء محال تجارية لتشغيل الشباب، كما أكدت البدء فى أعمال النظافة والتطوير للطريق، بإزالة مخلفات البناء وأكوام القمامة وجذوع الأشجار، التى تراكمت على جانبى الطريق، نتيجة الإهمال الذى تعرض له على مدار سنوات.