بعد تدخل الرئيس.. عودة شقيق الشهيد أحمد أبو النجا من السعودية
شقيق الشهيد ووالده
عاد محمد شقيق الشهيد أحمد محمود أبوالنجا، إلى مصر بعد 4 سنوات من المنع من السفر بالمملكة العربية السعودية، بعد تدخل الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، وإصدار أوامره بحل جميع مشاكل شقيق الشهيد وعودته إلى مصر.
"محمد هيكون معاكم قبل عيد الأضحى، هكذا وعدني الرئيسي السيسي وأوفى بوعده".. هكذا قال محمود أبوالنجا، والد الشهيد، وتابع: "حضرت أنا وطفلة الشهيد أحمد احتفال بأطفال الشهداء في عيد الفطر وطلبت مقابلة الرئيس السيسي، وبمجرد أن قدمت الطلب أنني دفعت كل المستحقات المطلوبة لـ(محمد) في السعودية ظلما، وفوجئت برد الرئيس، قائلا: (أنت لا تطلب مني أنت تؤمرني وأنا أنفذ) وكلامه نزل بردا علي قلبي، وأبدى استعداده لمساعدتنا، وقال بمشيئة الله قبل العيد الأضحى سيكون محمد عندك، بعد حل جميع مشاكله".
وأوضح والد الشهيد: "وفي نفس اليوم عند عودتي إلى المنصورة علمت أن جهات سيادية اتصلوا على (محمد) في السعودية، واتصلوا بنا أيضا ووجدت اهتماما كبيرا بإنهاء كافة إجراءات عودته إلى مصر وتدخلت كافة الأجهزة السياسية والسيادية".
وأضاف لـ"الوطن"، أن مشكلة "محمد" كانت كبيرة ومعقدة لأنها كانت مع ضابط سعودي يفهم في القوانين هناك ورغم أنه تعدى على ابني وصدر ضده قرار بالحبس، إلا أنه بعلاقاته وبعد خروجه من السجن نكل بابني ومنعه من السفر والعمل، وعندما قابلت السفير السعودي هنا كان رده، أن كل دولة تبحث عن أفرادها وكلنا تحت طائلة القانون.
ويتذكر الأب أن حزنه كان كبيرا وأصيب بجلطة، إذ كان "محمد" ممنوع من العودة إلى مصر في السعودية منذ عام 2014، ثم استشهد نجله الشهيد رائد مهندس أحمد محمود أحمد محمد أبوالنجا، في نوفمبر 2016، وكان يعمل خبير مفرقعات، واستشهد في أثناء تفكيكه عبوة ناسفة بمنطقة الشيخ زويد في شمال سيناء، وكان عملاق وطوله 210 ولقب بـ"أسد سيناء"، وكان يطلب الشهادة وتمنى ألا يصاب، فقد كان قلبه جسور، ودخل تلة العقور، لتفكيك عبوة ناسفة بمفرده فاستشهد هناك.
وقال محمد أبوالنجا، شقيق الشهيد: "أنا أعمل في السعودية منذ عام 2010 محاسب مالي في شركة مقاولات، وكنت أتحرك في الرياض بسيارتي فحدثت لي مشكلة مع ضابط عميد قوات جوية سعودي، والذي استغل سلطته وعلاقته، وبعد أن قضت المحكمة أنه المتهم وأنا مجني عليه، ولكنه بعد خروجه من السجن بدأ في تقديم شكاوي ضدي من أول 2014 حتى أمس، وتدخلت السلطات المصرية معي بعد استشهاد أخي من خلال القنصل المصري، وبدأوا يحركوا الأوراق في المحاكم السعودية، وحضر معي المستشار القانوني الجلسات، وكان في تواصل مع القوات المسلحة، وسددت مبلغ مالي في حدود 180 ألف جنيه رغم أن الضابط هو المفروض أن يتحملها".
وأضاف شقيق الشهيد لـ"الوطن": "يوم الوقعة كنت أقود سيارة في طريق الرياض وخبطني بسيارته وسبني، ووقفت في انتظار المرور، ووجدته يهرب ولما لحقت به سبني، وبعد ما مشيت جاء خلفي وصدم سيارتي من الخلف فاصطدمت بـ5 سيارات ولما حضرت المرور تبين أنه ضابط ودخلوني الحبس على أساس أنني المتهم ورغم أن إصابتي احتاجت إلى علاج 28 يوما، وفي أول جلسة قضت المحكمة بإخلاء سبيلي، وصدر حكم ضده بالحبس 3 شهور و50 جلده، وصدر بعدها قرار عفو ملكي وخرج من السجن، وتعهد بتحمل تكاليف الحادث، وأن يسدد جميع من تأذوا من الحادث".
وأشار إلى أنني فوجئت بعد 4 شهور من خروج الضابط من السجن يتنصل من إقراره بسداد جميع المضارين من الحادث، بل ويشتكيني في المحاكم السعودية، وهو ما اضطرني إلى أن أسدد حقوق كل السيارات التي أصيبت في الحادث من مالي الخاص، وفوجئت بقضية ضدي بالسب والشتم.
وعن سبب احتجازه طوال أكثر من 4 سنوات، قال: "أنا كنت نازل إجازة قبل استشهاد أحمد، وكانت الإقامة بإثبات هوية تجدد كل سنة، والحادث حدثت وكان باقي 4 شهور لكي أجدد الإقامة، ووقفوا الإقامة، وطوال الإثبات موقوف لا ينفع أن أتعدى الحدود وتم معني من السفر لحين إنهاء كافة المعاملات في الدولة، ورغم أن معي 3 تقارير من مرور الرياض لصالحي، إلا أن علاقاته كانت أقوى من كل شيء كنت لا أعمل هناك وأعيش من التحويلات التي تأتي لي من مصر، ومن المبلغ الذي جمعته في الفترة السابقة".
وأشار إلى أنه بعد تدخل السفارة المصرية وحضروا معي جلسات المحاكم، وحضرت جميع الجلسات وكل هذا من أجل رفع منع السفر، وبعدها سمح لي بالعودة إلى مصر، وكل هذا بفضل الله ثم الرئيس السيسي، بعد أن تعاونت معي كافة السلطات المصرية ووجدت اهتمام بالغ من كافة القيادات.
وأكد أنه عاش فترة عصيبة هناك باستشهاد "أحمد"، وطالب الرئيس السيسي "أن يعطي لنا الفرصة أن نأخذ بحق الشهداء فأنا أعيش في نار ولا يشعر بها إلا من يعيش فيها، وأريد أن أجاهد مع الجيش وندافع عن أرضنا ونجيب حق دم إخواتنا".