تقارير فلسطينية: مصر تسعى لعقد لقاء عربى لردع «صفقة القرن»
فلسطينى يلقى الحجارة على قوات الاحتلال خلال فعاليات مسيرات العودة
تكهنات عديدة ظهرت فى الفترة الأخيرة بأن الصفقة التى تتبلور بين حركة «حماس» الفلسطينية وإسرائيل تتأخر بسبب ما يُسمى بـ«صفقة القرن»، حيث إنها لا بد أن تأتى -فى وجهة نظر إسرائيل والولايات المتحدة- متوافقة مع تلك الصفقة، وفى المقابل تقف الدول العربية فى مواجهة المخطط الأمريكى الذى يركز، بنسبة كبيرة جداً، على الساحة الفلسطينية، من منطلق أن القضية الفلسطينية هى القضية المركزية فى المنطقة. وفى هذا السياق ذكر موقع «الرسالة نت» الفلسطينى، أن هناك مساع مصرية لعقد لقاء رباعى عربى على مستوى القمة، بين مصر والسعودية والأردن والسلطة الفلسطينية، يسبقه لقاء تحضيرى على مستوى وزراء الخارجية ومديرى الاستخبارات، سعياً لبلورة موقف موحد وتصورات واضحة نحو الإملاءات الأمريكية لتصفية القضية الفلسطينية، والمعروفة بـ«صفقة القرن».
ونقل الموقع الفلسطينى، عن مصادر دبلوماسية مصرية، أن هذه المساعى جاءت على خلفية اللقاءات التى جمعت بين المسئولين الأمريكيين والمصريين والسعوديين أخيراً، وكذلك الزيارة القصيرة التى أجراها الرئيس المصرى عبدالفتاح السيسى للسعودية الأسبوع الماضى، ولقاؤه بالملك سلمان بن عبدالعزيز. وبحسب الموقع، أوضحت المصادر أن هناك ترحيباً مبدئياً من العاهل الأردنى الملك عبدالله الثانى، والرئيس الفلسطينى محمود عباس، بهذه المساعى، لكن ليس من المضمون أن يكون هذا اللقاء معلناً لوسائل الإعلام، فالأهم بالنسبة لمصر والسعودية «كشف جميع المخاوف والحديث الواضح عن المحاذير والأفكار القابلة للتطبيق والضمانات المطلوبة للتعاطى بإيجابية مع المقترحات الأمريكية، أو إعلان رفضها نهائياً، انتظاراً لما ستسفر عنه الانتخابات الأمريكية النصفية المقررة فى نوفمبر المقبل لرصد حجم الخسارة التى سيُمنى بها مرشحو الرئيس دونالد ترامب وحزبه».
الاحتلال الإسرائيلى يغلق معبر بيت حانون.. وموقع فلسطينى: 90 مليون دفعة أولية لتنفيذ مشاريع إنسانية فى غزة وعد بها «ملادينوف».. و«أبو هلال»: مباحثات التهدئة بالقاهرة دارت حول تطبيق المرحلة الأولى برفع الحصار والمساعدات مقابل وقف النار
وبحسب المصادر، فإن الضغوط الأمريكية المتواصلة على القاهرة والرياض للمضىّ قدماً فى الصفقة، رغم بعض التحفظات المصرية والسعودية، والرفض الأردنى والفلسطينى، وانشغال مصر تحديداً بالوساطة بين حركة «حماس» وإسرائيل من جهة، والفصائل الفلسطينية من جهة ثانية، أدت إلى خلق توجه لدى الإدارة المصرية بضرورة حسم الموقف من الصفقة بأسرع وقت ممكن، والتعامل مع ما سيترتب على هذا الموقف لاحقاً، خصوصاً أن الموقف المصرى من الصفقة مرتبط بملفات أخرى.
وأشارت المصادر إلى أن اللقاء التحضيرى بين الوزراء فى الدول الأربع قد يُعقد بعد الإعلان رسمياً عن الهدنة فى غزة، والتى لا تزال تشهد عراقيل جدية، بحسب صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، على خلفية استمرار الخلاف حول ملف تبادل الأسرى والجثامين، وكذلك حول مدة الهدنة، إذ تريدها إسرائيل لمدة عام واحد، بينما ترغب «حماس» والفصائل الأخرى بمدها إلى 5 أعوام.
ووفقاً للموقع، ذكرت المصادر أن مصر تعتبر الهدنة المرجوة، وما سيصاحبها من إجراءات تنموية (بأموال خليجية) فى قطاع غزة لتخفيف الأعباء عن مواطنى القطاع، اختباراً عملياً لمدى جدية الإسرائيليين والأمريكيين فى تنفيذ مقترحات «صفقة القرن»، إذ طالب السيسى، عبر وزير خارجيته سامح شكرى، الإدارة الأمريكية بتقديم مساعدات مالية ولوجيستية للقطاع، وكذلك دعم مصر فى تلبية الطلب الفلسطينى لمضاعفة صادراتها الكهربائية للقطاع، إلا أن مساعدى ترامب لم يتعهدوا بأى شىء، وتحدثوا فقط عن دعمهم لمشاريع البنك الدولى المزمع تدشينها فى القطاع، والتى من المرجو أن توفر 4400 فرصة عمل، وهو رقم شحيح فى نظر مصر و«حماس».
وفى السياق، كشفت مصادر للموقع ذاته، أن المشاريع الإنسانية المزمع تنفيذها فى غزة، ستبدأ بمبلغ مالى يقدر بـ90 مليون دولار من أصل مليار دولار وعد بها المبعوث الأممى «نيكولاى ملادينوف»، مضيفة أن تنفيذ المشاريع سيبدأ كمرحلة أولى بعد التوصل لتفاهمات التهدئة، مشيرة إلى أن قطر وحدها تبرعت بـ31 مليون دولار، دفعت منها 17 مليوناً بشكل مبدئى.
وذكرت أن مجمل ما تم جمعه من طرف «ملادينوف» يقدر بـ650 مليوناً من منحة المليار. وعن آلية التنفيذ، بيّنت المصادر أن الأمم المتحدة باشرت فعلياً تنفيذ بعض مشاريع المنحة من خلال مؤسسات المجتمع المحلى ومنظمة الهلال الأحمر وغيرها من المؤسسات، عبر منحة تقدم بها البنك الدولى بقيمة 17 مليون دولار للتشغيل المؤقت سيستفيد منها تقريباً 440 شخصاً خلال فترة وجيزة.
وكشف خالد أبوهلال، الأمين العام لحركة «الأحرار» الفلسطينية، المشاركة فى لقاءات القاهرة لبحث التهدئة، عن تفاصيل المباحثات التى جرت على مدار أسبوع كامل بين الفصائل الفلسطينية والمسئولين المصريين، قائلاً إن المباحثات دارت حول تطبيق المرحلة الأولى، التى تقتضى رفع الحصار عن غزة وتدفق المساعدات الإنسانية والبدء بتنفيذ المشاريع، مقابل تهدئة ميدانية وتثبيت وقف إطلاق النار عام 2014 دون سقف زمنى لها.
وقال «أبوهلال» إن «رواتب الموظفين أُدرجت ضمن شروط التهدئة، وجرى الحديث بوضوح مع الجانب المصرى عن ضرورة حل هذه الأزمة مع السلطة باعتبارها طرفاً من أطراف الحصار المفروض على غزة»، مشيراً إلى أن السلطة عملياً تنهب أموال المقاصة ويجب أن تلتزم بمعالجة أزمات القطاع من قبيل البطالة والموظفين. وحول ملف المصالحة، ذكر أن الفصائل معنية بتلازم العمل على المسارين التهدئة والمصالحة، مع إدراكها وجود تعقيدات فى الملف الأخير، نظراً لموقف عباس. ولفت إلى أن الفصائل بحثت مع المسئولين المصريين حجم المعاناة التى يتعرض لها سكان القطاع عند الحواجز المصرية، «وقد وعد المسئولون المصريون بحل هذه الأزمة فى أقرب وقت».
وأفاد الموقع بأن الوفد الفلسطينى المشارك فى لقاءات القاهرة عاد، أمس، ليواصل مباحثاته بعد العيد. وفى السياق، أغلقت إسرائيل، أمس، معبر إيريز «بيت حانون»، وهو الوحيد المخصص للأشخاص، سامحة بمرور الحالات الإنسانية فقط، وذلك على خلفية وقوع مواجهات وتظاهرات عند الحدود مع قطاع غزة، بحسب ما أفاد مسئول إسرائيلى.