ثلاثة أيام يقضيها المسلمون فى الاحتفال بعيد الفطر، وأربعة فى الاحتفال بعيد الأضحى. مع أن العيد يوم واحد. عيد الفطر يوم.. والأضحى يوم ودُمتم. واليومان المضافان إلى الفطر والثلاثة إلى الأضحى ليس لها أصل معلوم، بل تمثل اختراعاً اخترعه المسلمون وتوارثوه جيلاً بعد جيل. حديث النبى صلى الله عليه وسلم فى تحديد الأعياد واضح. وفيه: «عن أنس رضى الله عنه قال: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما فقال: ما هذان اليومان؟. قالوا: كنا نلعب فيهما فى الجاهلية، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله قد أبدلكم بهما خيراً منهما يوم الأضحى ويوم الفطر».
كلام النبى صلى الله عليه وسلم واضح، فعيد الفطر يوم واحد، وكذلك عيد الأضحى، وهو ما يتسق مع آيات القرآن الكريم، فكل ما ورد فى كتاب الله من إشارات إلى الأعياد يؤكد أنها يوم واحد. فى سورة «طه» وردت الآية التى تقول: «قال موعدكم يوم الزينة وأن يحشر الناس ضحى» ويوم «الزينة» كان عيداً من أعياد الفراعنة يتفرغون فيه من أعمالهم ويجتمعون معاً للاحتفال به. وكان يوماً واحداً كما تشير الآية الكريمة. وفى سورة «المائدة» يقول الله تعالى: «قال عيسى ابن مريم اللهم ربنا أنزل علينا مائدة من السماء تكون لنا عيداً لأولنا وآخرنا وآية منك»، والعيد كما هو واضح فى الآية الكريمة يوم واحد، يوم نزول المائدة.
يتفق كثير من الفقهاء مع فكرة أن عيد الفطر يوم واحد، فى حين ينكرون ذلك فيما يتعلق بعيد الأضحى، فيرون أنه أربعة أيام، تشمل يوم النحر وأيام التشريق الثلاثة التى تليه، وأيام التشريق هى الأيام التى تعود فيها حجاج بيت الله الحرام قطع لحوم الأضاحى وتعريضها للشمس حتى تجف «اللحم المقدد»، ليصطحبوها معهم عقب الانتهاء من مناسك الحج. وحقيقة الأمر أن كلامهم هذا يتناقض مع ما جاء فى الكتاب والسنة، والأمر لا يعدو «تأليفة من تأليفاتهم»، لأن حديث النبى صلى الله عليه وسلم صريح فى أن الأضحى يوم واحد هو اليوم الذى ينحر فيه المسلمون. ولا حجة لمن يستند إلى الآية الكريمة التى تقول: «واذكروا الله فى أيام معدودات» والتى يقول المفسرون إن المقصود بها أيام التشريق الثلاثة، وإنها جزء من «عيد الأضحى». لأن أيام التشريق شىء ويوم النحر (عيد الأضحى) شىء آخر. وعلى مَن يستدل بالحديث الذى رواه الترمذى عن النبى صلى الله عليه وسلم، ويقول فيه «يوم الفطر ويوم النحر وأيام التشريق عيدنا أهل الإسلام» أن يفسر لنا حديثاً آخر رواه الإمام أحمد وأورده «ابن كثير» فى تفسير الآية التى تقول «واذكروا الله فى أيام معدودات» يقول فيه النبى: «يوم عرفة ويوم النحر وأيام التشريق عيدنا أهل الإسلام وهى أيام أكل وشرب». فلو كانت المسائل تؤخذ هكذا، فالأَولى أن يكون عيد الأضحى 5 أيام وليس 4، لأن يوم عرفة أكرم من أيام التشريق.
أعلم أن الناس تحب الإجازات وتؤثِر الراحة والترفيه، ويبدو أن مَن اخترعوا فكرة الأيام الثلاثة للفطر والأربعة للأضحى من المسلمين الأوائل أرادوا أن يتناغموا مع فكرة ميل المسلمين إلى «الأنتخة» فاخترعوا لهم هذه الحدوتة!. وكل أضحى وأنتم طيبون.