«حمى التشويه» تجتاح تماثيل رموز مصر
تشويه تماثيل رموز مصر
«تراث مصر فى عهدة الإهمال».. جملة تتردّد على ألسنة العامة فى كثير من المحافظات، لتعكس حال تماثيل العديد من الرموز والأعلام، التى أقيمت وسط عدد من الميادين الرئيسية، تخليداً لذكراهم، وتقديراً لإسهاماتهم وتضحياتهم فى بناء الدولة المصرية، وبدلاً من أن ينالوا ما يستحقونه من تكريم، بدأت التماثيل التى تُجسّد شخصياتهم، تواجه أصنافاً من الإهمال، وتتعرّض لمحاولات التخريب، نتيجة أعمال ترميم عشوائية من جانب عدد من غير المختصين، حتى تغيّرت ملامحهم، بما يسىء إلى مكانتهم التاريخية العظيمة.
«الوطن» تفتح ملف تماثيل أعلام مصر، التى تحولت إلى ما يشبه «المسوخ المشوهة»، وترصد الأوضاع التى آلت إليها، ومنها تماثيل الشيخ محمد متولى الشعراوى، وأم كلثوم، والإمام الأكبر الراحل جاد الحق على جاد الحق، التى أصبحت سجينة خلف قضبان حديدية، داخل «ممشى الخالدين»، الذى أقيم بمدينة المنصورة، قبل أكثر من 5 سنوات، دون السماح بدخول العامة إليه، حتى يُشبّهه البعض بـ«قفص القرود»، وتمثال أحمد عرابى، الذى يئن تحت وطأة حصار الباعة الجائلين وسيارات «السرفيس»، وسط ميدانه بمدينة الزقازيق، مسقط رأسه، بالإضافة إلى تماثيل الخديو إسماعيل، ومحمد على باشا، وسعد زغلول، التى تعانى الإهمال بميادين الإسكندرية، وتمثال عملاق الأدب العربى عباس العقاد، الذى تعرّض للعديد من محاولات التشويه فى الميدان الذى يحمل اسمه بمدينة أسوان، حتى الملكة «نفرتيتى»، أجمل ملكات الفراعنة، لم تسلم من الإهمال، الذى أصاب تمثالها الشهير بمدينة المنيا.
تعرضت لأعمال ترميم عشوائية على أيدى غير المتخصصين فتغيرت ملامحها بشكل يسىء لأصحابها
حتى اللوحات الجدارية والنصب التذكارية كان لها نصيبها من التخريب والإهمال، ومنها النصب التذكارى لمعركة فارسكور، التى تصدّى فيها أبناء المدينة لجيوش الغزو الصليبى، حيث أقامه الأهالى على نفقتهم الخاصة، لكنه تحول إلى مقلب للقمامة، دون أن تمتد يد العون له، لإنقاذه من الحالة المتردية التى وصل إليها، إلا أن المأساة الحقيقية تتمثل فى ما تعرّضت له لوحة جدارية لتخليد أسماء شهداء حرب أكتوبر المجيدة، من أبناء محافظة بنى سويف، بعد أن سقطت فى دائرة النسيان من قِبَل المسئولين بالمحافظة لأكثر من 16 سنة، وتركوها داخل حديقة الحيوانات بالمدينة، بشكل لا يليق بما قدموه من تضحيات بأرواحهم ودمائهم، دون أن تلقى ذكراهم أى تقدير من جانب مسئولى المحافظة.