مساجد «النذور».. عوائد بالملايين وإجراءات لمواجهة النهب والفساد
أموال النذور تحتاج لضوابط مشددة
مساجد النذور هى مساجد أُقيمت فوق قبور لأولياء الله الصالحين، الذين اشتهروا بكرامات بين المصريين، وتنقسم هذه المساجد إلى مساجد آل البيت، وهى الأكبر والأكثر استقبالاً للزوار والمحبين والتبرعات، ومساجد الأولياء، والنذر يعنى أن يوجب المؤمن على نفسه ما ليس بواجب تضرعاً إلى الله لإحداث أمر ما يريده بشدة. والنذر له أصل فى القرآن الكريم فقد قال تعالى على لسان مريم: «إنى نذرت للرحمن صوماً»، وقال فى مقام المدح لعباده المؤمنين: «يوفون بالنذر ويخافون يوماً كان شره مستطيراً»، وحُكم النذر أنه واجب النفاذ، إن كان أمراً مشروعاً، إلا أنه ورد عن النبى الكريم أحاديث عديدة فى النهى عن النذر وبيان كراهته، فعن أبى هريرة فيما رواه الإمام مسلم، قال رسول الله: «لا تَنْذروا، فإن النذر لا يغنى من القدر شيئاً، وإنما يستخرج به من البخيل»، ورغم النهى فإن الكثيرين ما زالوا ينذرون ويوجبون على أنفسهم مشقة بذل المال والجهد طلباً لأمور معينة كنجاح الأبناء أو الشفاء من مرض عضال أو غيرها من الحاجات الإنسانية.
201 مسجد تجمع 26 مليون جنيه توجّه لإحلال وتجديد وصيانة وفرش «بيوت الله» و10% لـ«الصوفية»
ويبلغ عدد مساجد النذور فى مصر، وفقاً لمصادر خاصة بالأوقاف، نحو 201 مسجد على مستوى الجمهورية، 198 منها بالخدمة الآن، و2 مغلقان بأمر الشئون الهندسية بالأوقاف، وواحد مغلق لوجود عمليات إحلال وتجديد، ويقع أكبر عدد من هذه المساجد بالقاهرة التى تضم ٣٠ مسجداً، تليها الغربية ٢٦ مسجداً، منها مسجد مغلق هندسياً وآخر به عملية إحلال وتجديد، تليها سوهاج ١٩ مسجداً، والإسكندرية ١٢، وكفر الشيخ ١٢، والدقهلية ١١، والجيزة ١١، وقنا ١٠، والقليوبية ٩، إضافة لمسجد مغلق لأسباب هندسية، وفى المنوفية والمنيا وأسيوط 8 مساجد للنذور بكل منها، و7 فى الشرقية، وفى كل من الفيوم والبحيرة والبحر الأحمر 4 مساجد، وفى السويس والأقصر ٣، وفى كل من مطروح وأسوان وبنى سويف مسجدان بكل محافظة، فيما يبلغ نصيب دمياط والإسماعيلية وجنوب سيناء مسجداً واحداً لكل محافظة، بينما لا يوجد فى بورسعيد وشمال سيناء والوادى الجديد مساجد نذور.
وتولى وزارة الأوقاف المشرفة على هذه المساجد وصناديق النذور بها اهتماماً خاصاً، حيث أفردت لها إدارة وتعلن فى تقارير إنجازاتها السنوية مدى التقدم فى رعايتها وجهودها التفصيلية لحماية صناديق النذور، وأعلنت الوزارة فى تقرير إنجازاتها عن عام 2017 ارتفاع حصيلة النذور إلى 24 مليون جنيه بزيادة 25% عن العام السابق، ولأول مرة فى تاريخ الوزارة تكسر الحصيلة الشهرية 3 ملايين جنيه فى أكتوبر 2017، فيما ارتفعت إيرادات اللجنة العليا للخدمات إلى 22 مليوناً وخمسمائة ألف جنيه مقارنة بنحو 15 مليوناً ومائة ألف جنيه عام 2016 بزيادة 46%. وأعلنت الوزارة خلال أغسطس الماضى، عن ارتفاع كبير فى حصيلة أموال النذور، حيث أكد الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، أن صناديق النذور حققت هذا العام أعلى عائد فى تاريخها بزيادة 20% عن العام الماضى و240% عن العام المالى 2013/2014 ويتم توجيه عائد هذه الصناديق لعمارة المساجد وصيانتها.
وأضاف «جمعة» فى بيان، أن صناديق النذور حققت خلال العام المالى 2017/2018، أعلى عائد فى تاريخها، بلغ 26 مليوناً و313 ألف جنيه بزيادة 20% عن العام الماضى، ونحو 240% عن 2013/2014، حيث كان إجمالى إيرادات النذور فيه 7 ملايين و748 ألف جنيه.
«الأوقاف»: القاهرة والغربية وسوهاج فى المقدمة وزيادة الحصيلة 240% خلال 4 سنوات خير دليل
وأشار وزير الأوقاف إلى أن الوزارة توجّه إيرادات النذور فى مصارفها من عمارة المساجد وصيانتها، حيث خصصت أكثر من 100 مليون جنيه من مواردها الذاتية بما فيها صناديق النذور لإحلال وتجديد وصيانة وفرش المساجد، مع صرف النسبة المقررة لمشيخة الطرق الصوفية وقدرها 10% من إجمالى الإيرادات شهرياً. ورغم جهود وزارة الأوقاف المضنية، تعانى صناديق النذور من النهب المتواصل لعوائدها، وفى هذا الإطار قال عبدالغنى هندى، عضو مجلس إدارة مسجد الحسين، إن الأوقاف وضعت على كل صندوق نذور كاميرا وهو ما أسهم فى ندرة حالات السرقة، بسبب تشديد الرقابة على الصناديق وعدم فتحها إلا بمعرفة لجنة من الوزارة، وهو ما زاد من دخل الصناديق وساعد على زيادة الموارد، وتم توفير موارد هذا العام بقيمة 60 مليون جنيه لدعم فرش المساجد.
وأوضح أن هناك مساجد للنذور تكون فى المقدمة، مثل مساجد الحسين، والسيدة زينب، والسيدة نفيسة، والسيد البدوى، من حيث الإيرادات، وهذه تفتح صناديقها كل أسبوع أو 3 أيام أو 15 يوماً، حسب أيام الموالد والمناسبات.
للحصول على البركة تبرع فى مسجد ولى