هيئة «الأوقاف»: مصعد معطل وقمامة فى «المنور» وأسلاك كهرباء مكشوفة
كراسى ومكاتب قديمة ملقاة فى طرقات مبنى هيئة الأوقاف
فى منتصف شارع التحرير بالدقى، يقع مبنى هيئة الأوقاف المصرية، أمام بوابته الحديدية الكبيرة تشعر أنك فى جراج كبير، فهناك عشرات الدراجات البخارية مركونة أمام مدخل المبنى، أعداد كبيرة من المواطنين يتزاحمون داخله لقضاء مصالحهم، على جانبَى المدخل هناك مكتبان، أحدهما لأمن المبنى، والثانى لإرشاد المواطنين عن أماكن المكاتب المختصة بإنهاء الإجراءات داخل الهيئة.
جدارية فى المدخل بشكاوى المواطنين.. والحوائط متشبعة بمياه الصرف
المبنى يوجد به 2 أسانسير، للجمهور المتردد على الهيئة، والمصعد الأيسر مكتوب عليه: «خاص بسكان العمارة فقط»، أعداد كبيرة من الجمهور المتردد على الهيئة ومعظمهم من كبار السن، محتشدة فى المدخل تنتظر المصعد، ورغم طول الانتظار لم يظهر، حيث التفت أحد كبار السن المنتظرين إلى مكتب الأمن للسؤال عن سر اختفاء المصعد بالأعلى، فرد عامل الأمن عليه بلا مبالاة: «هتلاقيهم بيصلحوه فوق، قدامك السلم»، فسأل العجوز مجدداً: «طب ينفع آخد الأسانسير التانى؟»، فجاءه الرد ببرود: «ممنوع»، فتدخل محمد حسن، وهو أحد الحضور المترددين على المبنى فى الحديث بغضب، وقال بصوت مرتفع موجهاً كلامه للرجل العجوز: «يا حاج هو على طول كده، دى رابع مرة آجى وألاقيه عطلان، لو قعدت جنبه، مش هتخلص مصلحتك النهارده».
على يسار السلم المؤدى إلى الطابق الأول تفاجئك «كابينة» كهرباء مفتوحة، تتدلى منها أسلاك مكشوفة، منظرها مزعج، من الممكن أن تتسبب فى حدوث صدمات كهربائية لكل من يتعثر بها دون انتباه منه، الطابق الأول ينقسم أمام الصاعد على السلم إلى قسمين، يمين ويسار، وعلى الواجهة توجد لوحة تظهر اختصاص المكاتب الموجودة بكل طابق، وتتشوه حوائط الطابق الثانى بالإعلانات التجارية وملصقات خاصة بالمطاعم والصيدليات والمؤسسات التجارية المختلفة، بالإضافة إلى شكاوى للمواطنين الذين لم يجدوا سوى الجدران وبوابات المكاتب لكتابة شكاواهم فى أوراق بيضاء ولصقها عليها.
وفى جانبى ممر طويل تتراص أبواب عدة لمكاتب متواجهة، وتكتظ جدران الممر بعشرات اللفائف من أسلاك دقيقة مختلطة، منها أسلاك التليفون وأسلاك الإنترنت دون أى اهتمام.
أربعة طوابق فى المبنى مخصصة لهيئة الأوقاف المصرية، من الطابق الثانى حتى الخامس، لا يخلو أى منها من تصدع فى الجدران، وكسر فى زجاج النوافذ، وتعدد علب الكهرباء المفتوحة وأسلاك الكهرباء المتدلية منها، حتى النوافذ الزجاجية فى ساحات الانتظار بمختلف الطوابق تطل على المناور الممتلئة بالقمامة، ومواسير المياه والصرف الصحى المتوازية على طول المبنى، والتى تتسرب منها المياه، ما يتسبب فى تآكل الجدران لتشبعها بالمياه.