مديرة «تنظيم» القليوبية: «الخاص» أفضل فى الرواتب والتأهيل والتدريب.. و«الحكومى» مهمته «تستيف الأوراق»
المهندسة هبة خيري
قالت المهندسة هبة خيرى، مدير التنظيم بمجلس مدينة بنها، إن كل مهنة فيها «الحلو والوحش»، فكما يوجد بين المهندسين وموظفى الإدارات الهندسية مرتشون هناك أشخاص يملكون ضمائر حية لا تقبل الخطأ أو الفساد، مضيفة أن ضغط العمل يجعل المهندسين يعتمدون على الفنيين فيتورطون ويكون المهندس هو الضحية أمام جهات التحقيق.
وأضافت لـ«الوطن» أن العمل فى القطاع الخاص أفضل للمهندس من حيث الراتب والتأهيل والتدريب، فى حين أن العمل بالقطاع الحكومى يعتمد على «تستيف الأوراق» بغض النظر عن رفع مهارة وكفاءة المهندسين.. وإلى نص الحوار.
ما وظيفة مهندس التنظيم؟
- هو المسئول عن إصدار رخص البناء بعد صدور شهادة صلاحية الموقع للبناء فعندما يتقدم المواطن بطلب للحصول على رخصة يقدم شهادة مطابقة الموقع للبناء، وبعد صدور المطابقة يتم تقديم الملف واستيفاء جميع الأوراق المطلوبة طبقاً للقانون 119 لسنة 2008 فيقوم مهندس التنظيم بالنزول للموقع والتأكد من مطابقته للشروط المنصوص عليها فى القانون وإصدار الرخصة.
«هبة»: كل مهنة فيها «الحلو والوِحش».. والاعتماد على الفنيين يورط المهندسين
مهندسو الأحياء ومجالس المدن فى مرمى سهام الاتهامات بالفساد والرشوة والمحسوبية، ما ردك؟
- فى كل مهنة «الحلو والوحش» لكن المشكلة الأساسية فى مجالس المدن هى اعتماد المهندسين على الفنيين فى بعض الأعمال نتيجة ضغط العمل، ما يفتح الباب لبعضهم للتلاعب والإساءة لصورة المهندس وطلب مبالغ مالية دون علمه والتدليس عليه لأن المهندس يعتمد على الفنى بشكل كلى تقريباً، وبالتالى الفنى يتلاعب ويقوم بعرض الوضع بشكل خاطئ فيقع المهندس فى المحظور ويكون هو المسئول الوحيد أمام جهات التحقيق.
ولكى لا نحمل الفنيين كل الذنب هناك أيضاً بعض المهندسين عديمى الضمير يتحججون بقلة المرتبات والظروف الاجتماعية والمادية ويلجأون للأساليب الملتوية، وبسبب سقوط الكثير منهم فى يد العدالة يظن المواطن أن كل من يعملون فى هذا المجال على هذه الشاكلة.
انتشرت ظاهرة انهيار العقارات وأحياناً يكون بعضها مقاماً حديثاً ما تفسيرك لذلك؟
- معظم هذه العقارات تكون قديمة وصادراً لها قرارات هدم ولم يتم تنفيذها، أما العقارات الجديدة التى تنهار فيرجع السبب فيها إلى عدم الإشراف الجيد على التنفيذ وعدم مطابقتها للمواصفات ودائماً ما يكون مهندس التنظيم على علم بذلك والإدارة الهندسية أيضاً ولكن يتم الاكتفاء بالإجراءات المكتبية والورقية فقط وهى خطاب الإزالة ووقف الأعمال التى تصدر من المهندس ومجلس المدينة، ولا تنفذ بسبب قلة الإمكانيات وتأخر الدراسات الأمنية، وهى عوامل تساعد المخالف فى الإسراع بتسكين هذه العقارات وبيعها للمواطنين ومن هنا تكون الكارثة، حيث يعرض المواطنون أنفسهم للخطر ويضعون أنفسهم فى مواجهة مع الدولة.
تحسين المرتبات وتوفير الإمكانات اللازمة لأداء العمل.. أفضل الحلول لمنع السقوط فى براثن رشاوى وفساد ملاك الأبراج المخالفة
ما أسباب تأخر تنفيذ حملات الإزالة؟
- عدم وجود إمكانيات للأدوار العليا فأغلب قرارات الإزالة تكون صادرة لأدوار عليا مخالفة غير مدرجة بالرخصة وتحتاج لأنواع خاصة من المعدات غير متوافرة، بجانب تأخر الدراسات الأمنية مما يسهل عمليات تسكين البرج ويصعب تنفيذ الإزالة.
ما الفرق بين عمل المهندس فى الحكومة والقطاع الخاص؟
- القطاع الخاص بالنسبة لمجال المهندسين أفضل مادياً لأن مرتب المهندس فى الحكومة أقل بكثير بخلاف الخبرة التى يوفرها القطاع الخاص للمهندس فى مواقع العمل وتنفيذ الأعمال الموكلة له، أما الشغل الحكومى فهو روتينى وورقى ويعتمد على «كله تمام».
هل تلقيت تدريباً قبل التوظيف فى الحكومة أو خلاله؟
- قبل التوظيف لم نتلق أى تدريبات ولكن خلال العمل يكون هناك دورات تدريبية أكثرها فى مجال المشروعات، أما فى مجال التخصص فنادراً ما نجد تدريباً ونفتقد هذه الدورات التى تؤهل المهندس لدور قيادى، فأنا مثلاً عملت مهندسة تنظيم، فجأة أصبحت مدير تنظيم دون تأهيل إدارى، ولم أحصل إلا على دورة واحدة فى مجال المشروعات بوزارة التنمية المحلية وهى ليست ذات علاقة وثيقة بمجال عملى كمهندسة تنظيم.
فى رأيك ما المطلوب لتحسين أحوال مهندسى الأحياء ومجالس المدن؟
- تحسين المرتبات بحيث تناسب عمل المهندس حتى لا يلجأ للأساليب الرخيصة أو يقع فى براثن الفساد والرشاوى، وتوفير الإمكانات اللازمة لأداء العمل بسهولة ويسر كتوفير سيارة لتوصيل المهندس لمكان المعاينات بدلاً من التعامل مع المواطنين وأصحاب الأبراج وهو ما يفتح الباب للتأثير على المهندس ومحاولة رشوته.