(1)
يقال إن فى مصر أزمة مبانٍ تعليمية وإن المدارس الموجودة لا تستوعب التلاميذ فى شتى مراحل التعليم العام. لكن هناك أيضاً أقوالاً أخرى تؤكد وجود مئات المدارس التى أنشأها الناس بالجهود الذاتية، بينما ترفض وزارة التربية والتعليم تسلمها وتشغيلها، لأسباب غير مفهومة، فهل هذا الكلام صحيح أم أنه مجرد شائعات؟.
ويقال فى السياق ذاته إن لدينا أزمة فى المدرسين، حيث لا تكفى الأعداد الحالية لتغطية كل المدارس والفصول والتخصّصات، بينما لدينا فى الوقت نفسه مئات الآلاف من خريجى كليات التربية يعانون البطالة، إلى جانب آلاف أو ملايين من خريجى كليات الآداب والعلوم، فهل تعجز الدولة أو الحكومة عن تغطية حاجتها من المدرسين، رغم وجود هذه الجحافل الباحثة عن فرصة عمل؟.
(2)
تقول الحكومة إنها تبذل أقصى جهودها للسيطرة على الاقتصاد الأسود، ودمجه فى اقتصاد الدولة، لتحقيق أقصى حصيلة ممكنة من الضرائب، مما يؤدى فى النهاية إلى القضاء على عجز الموازنة والفقر الأزلى فى موارد الدولة، وعلى الجانب الآخر يشكو الآلاف من أصحاب المحال التجارية الحديثة وما قبلها من رفض المحليات منحهم التراخيص اللازمة لمزاولة نشاطهم بصورة رسمية، لكن السادة المسئولين عن استخراج هذه التراخيص يضعون شروطاً شبه تعجيزية تؤدى إلى استحالة ترخيص هذه المنشآت. ويقال فى هذه القصة إن السادة موظفى المحليات يرفضون التراخيص أو يعرقلونها حتى تستمر عملية جباية المخالفات من أصحاب هذه الأنشطة التجارية، حيث إن التحصيل الدورى للمخالفات -أو الرشاوى- يصب مباشرة فى جيوب العاملين فى المحليات، أما الترخيص الرسمى فتذهب عائداته إلى وزارة المالية. ما رأى الحكومة فى هذا الكلام؟.
(3)
فى أحد المؤتمرات الدورية التى يعقدها السيد الرئيس، قال محافظ الشرقية إن هناك «زقازيق جديدة» سوف يتم تشييدها فى المساحة بين الزقازيق القديمة ومدينة العاشر من رمضان، إلا أن الواقع الذى نشاهده بأعيننا يؤكد أن الزقازيق الجديدة الفعلية تم بناؤها بالفعل على مساحة هائلة من الأراضى الزراعية، التى قام أصحابها بتبويرها فى منطقة تسمى «الغشام»، صارت الآن تضم مئات العمارات والأبراج وتستعد لاحتواء مئات أو آلاف أخرى، حيث تحولت كل الأراضى الزراعية فى هذه المنطقة إلى مبانٍ عملاقة، كلها تقريباً بدون ترخيص، وبدون أى نوع من الشرعية، كما يقول أهالى المدينة، وسبق أن حاول أحد المحافظين التصدى لهذه الكارثة إلا أن الحكومة المصرية فى عهد الوزير نجل السيد اللواء زكى بدر قامت بإقالة المحافظ وتشجيع المواطنين على مواصلة البناء، ولا أحد يعلم حتى الآن موقف المحافظ الجديد، أو حكومة الدكتور مدبولى فى هذا الشأن، فهل يتفضّل المتحدث الرسمى المتخصّص فى نفى الشائعات كل يوم بإبلاغ الناس بحقيقة أوضاع محافظة «الغشام» الجديدة؟.
(4)
الإعلام الموجه يستحيل نجاحه، لأن الناس لا تصدقه، كما أن التواصل الإلكترونى متاح لكل خلق الله، فضلاً عن القنوات الفضائية المتاحة لكل أعداء الدولة المصرية، يبثون من خلالها الشائعات والشتائم لمئات الآلاف من المصريين الذين يصرفهم الإعلام الموجّه الأحادى عن متابعة القنوات المصرية، بحثاً عن البث الحى، حتى لو كان كاذباً أو معادياً للوطن.